الجلسة الثالثة | شهادات حيّة: ميخایل كوهن، شاهد يهوديّ – محارب في عام 1948
مشاهدة المحاضرة باللغة العربية، العبرية، الانجليزية
لجنة الحقيقة لكشف مسؤولية المجتمع الإسرائيليّ عن أحداث الأعوام 1948-1960 في جنوب البلاد – بدأت العمل في نهاية شهر تشرين الأوّل/أكتوبر 2014، بمبادرة من جمعية "ذاكرات". تضمّ اللجنة 7 أعضاء، إسرائيليين يهود وفِلَسطينيّين، ناشطين في المجتمع المدنيّ وفي الأكاديميا: هدى أبو عبيد، المحامي شحادة بن بري، وسيم بيرومي، الـﭙـروفسور أﭬـنر بن عاموس، د. منير نسيبة، د. نورة ريش، د. أرئلّه شدمي.
تعمل اللجنة للكشف عن أحداث النكبة في الجنوب في تلك السنوات، التي تسلّط الضوء، أيضًا، على النكبة المتواصلة منذ ذلك الحين، تجاه المجتمع الفِلَسطينيّ – البدويّ. يؤتى أمام اللجنة بشهادات للاجئين ومقتلَعين فِلَسطينيّين، وكذلك ليهود عاشوا في الجنوب، ومحاربين يهود شاركوا في عمليات الاقتلاع والطرد في المِنطقة. تطلع اللجنة، أيضًا، على موادّ أرشيفية ذات صلة.
كما تفحص اللجنة أبحاثًا وتوصيات موجودة للتصحيح، وتسلّط الضوء على ما هو ناقص في التوصيات الموجودة ضمن توصياتها، التي سيتمّ توجيهها لتحمّل المسؤولية من جانب المجتمع اليهوديّ في إسرائيل عن مظالم الماضي المستمرّة اليوم، أيضًا – وتصحيحها.
لجنة الحقيقة لكشف مسؤولية المجتمع الإسرائيليّ عن أحداث الأعوام 1948-1960 في جنوب البلاد.
في اليوم العالميّ لحقوق الإنسان، 10 كانون الأوّل/ديسمبر 2014، أجرت اللجنة نقاشًا مفتوحًا أمام الجمهور الواسع شارك فيه أكثر من 200 رجل وامرأة، في فندق ليوناردو في بئر السبع.
لمزيد من المعلومات حول اللجنه العلنية
----------------------
- بالبداية عرّفنا عن نفسك
- انا اسمي الحاج سلامة أبو بدر، مواليد 1927. مسقط رأسي الحالي هو اللقية.
- دعيناك اليوم عشان تعطينا شهادة عن اللي صار باللقية عام 1952. حدثنا شو صار؟ انت وين كنت؟ شو الاحداث اللي سمعتها من الناس اللي كانوا معك؟
- انتم بتسألوا عن شيء، عن شهادة. وكل انسان عنده شهادة موجوده بذكرياته لأبد الآبدين. بكل حال، عند إدلاء الشهادة، يجب ان يكون المدعي والمدعى عليه ويكون القاضي موجود. لو كان قدامنا اليوم المدعي والمدعى عليه بكون أقوى لنا وأقوى لللجنة المعيّنة. انا بدي احكي عن نفسي، انا دعيتوني اليوم. لكن هل في لجنة اللي تجيب حقوق الانسان وتثبّت على المُدّعين حتى اضلّ أستمر بالحكاية….
- حج، قبل شوي وسيم قرأ عن اللجنة ووظيفتها. اللجنة وظيفتها تسمّع من الناس شو بالزبط اللي صار. احنا مش لجنة حكومة ومش لجنة اللي تعطي تعويض لإي شخص كان فلسطيني او اسرائيلي. اليوم إحنا منسمع من الناس شو اللي صار.
- كويس، انا بدي احكي انه انا مش بخلان بالشهادة. لكن المفروض انه ما دام المدعّي غير موجود والمدعى عليه مش موجود والقاضي مش موجود، فعلى اللجنه انه تأخد الأمور بجديّة وتجمِّع لجنة من خارج الوطن وتكلفهم بالأمر، ويجيبو المدعي والمدعى عليه قدام الحاكم.
- حج، اللجنة راح تكتب توصيات، وراح ناخدها بالحسبان. الان بدنا نحكي عن الأحداث اللي صارت.
- انا قلت لك، انا مش بخلان بالشهادة. ولكن خلينا نحكي الواقع. مع احترامي للموجودين، انتم محكمه حتى أدلي بشهادتي قدامهم؟!
- (وسيم بيرومي): إحنا مش محكمة، هذه القصة مُسكته وما في إلها محل. فاهم اللي عم تحكيه. القصة مُسكته 60-70 سنة ما إنحكت وما في الها شرعية وما في الها منصّة. إحنا أملنا انه نقدر نوصل لمحلّ اللي نقدر نعمل فيه محكمه ويكون في توصيات على أرض الواقع. لكن هذا مش منصِبنا اليوم. منصِبنا اليوم انه يكون في كشف للقصة، لانه حتى المعرفة للقصة مش موجوده.
- (هدى): اللي بحكيه وسيم، انه اللجنة اليوم هي مش محكمة. لكن لانه هاي قضيتنا والحالات اللي صارت بال 48 وبال 51 وال 52، ما حدا من المجتمع سمع عنهم….
- الحاج سلامة: انا مش بخلان بالشهادة لكن انا بحكي بالأمر الواقع اللي هو لازم ينفرض ويصير.
- بدنا تحكيلنا بالزبط شو صار معك ومع عشيرتك.. وين كنتو؟ شو صار؟ مين كان موجود؟ شو الاحداث اللي صارت؟
- الأحداث اللي حصلت، انه دولة اسرائيل احتلت مكان دولة. احنا بقينا بأرضنا وببلادنا. كل عشيرة بقيت بموقعها وفي بلادها، واخدنا هويات وصرنا مواطنين من الدرجة الأولى. بعد سنوات قلائل، في الخمسينيات بالزبط، ما بتشعر واللا كل اسبوع او اسبوعين ببعتوا (الإسرائيليين) جماعة من الضباط من الجنوب ومعهم ورقة هيك طولها، مكتوب عليها أسماء. بجمعونا بالمُجمّع، وبنادوا: فُلان هات هويتك.. فُلان هات هويتك، فُلان خليك. وبعد ما يقوموا بالمهمّه بقولوا للأشخاص اللي اخدوا منهم الهوية: اتركوا البلاد، إرحلوا.
كل اسبوع او اسبوعين بالمعدل ييجوا ويرَحلوا أربع او خمس عائلات. المهم، العائلات رحلت وبيوم من الايام راح الحاج ابراهيم الصانع الله يرحمه، للحاكم ميخائيل بنفسه وقال له: يا جناب الحاكم، عشيرة بدون شيخ ما بصير وشيخ بدون عشيرة ما بصير. انت رحّلت عشيرتي وما ضلّ عندي غير الثُلث، وعشيرتي كانت من النقب الشرقي للبحر الغربي ولو معي الورقة الان كنت بعدّلك اسماء العائلات من عند الزوير من الجنوب ولحد ما توصل قطاع غزة. واذا كان هذا الحال اللي بدّه يصير معي، فخليني الحق عشيرتي وخود هاي الهوية.
قال له الحاكم: يا حاج ابراهيم، من اليوم مش راح نرحّل ولا انسان. الحاج روّح وأعطانا الإطمئنان. بحينها كان خليل ابن الحاج ابراهيم محبوس بالسجن. كان محبوس بدون ذنب وإفتراء من الحكومة.
- شو كانت التهمة؟
- اللي سمعته انه اتهموه بالسياسة. والحاج ابراهيم لخاطر ابنه المسجون كان مضطرّ يكون راضي عن هاي العيشة.
بال 51 رحّلوا باقي العشائر من ارضهم بدون اي ذنب، وضلت عشيرة الصانع. يمكن هذا الكلام بشهر 7. واجوا للحاج ابراهيم وقالوا له: بدك ترحل بعشيرتك على تل عراد. قال لهم الحاج ابراهيم: تل عراد بعمري ما أجيتها، كيف بدها تكون افضل الي من أرض أبوي وجدي وجد جدي ؟!.
المهم، طلعلو له بموضوع اللي ما كان لا على الخاطر ولا على البال. الموضوع كان انه في هذا المطرح، كان في عشائر اللي كانت تهرّب من أجل المعيشة. واتهموا عشيرة الصانع انها قتلت واحد يهودي. بحينها ما بقي قدامهم غير عشيرة الصانع لانه باقي العشائر رحلوا على حورة عتير وعلى….
المهم، ما ضلّ قداهم غير الحاج ابراهيم الصانع يرحلوه. الحاج ابراهيم قال لهم: انا زهقت من هالمعيشة، وما ضل عندي عشيرة وبدي الحق عشيرتي. اطلقوا ابني من السجن وبدي ارحل عند عشيرتي. شيخ بلا عشيرة ما بصير. قالو له: امضي انه بس نطلع ابنك، انك راح ترحل. مضى الحاج ابراهيم على أساس انهم راح يطلعوا ابنه ثاني يوم. بالرغم انه محصول الارض هاي السنه كان فاخر جدا وكنّا ناويين انه نخلي الشعير والقمح على ما هو موجود ونرحل.
بعدين قالوا للحاج ابراهيم: خليك هاي السنه، وابنك بعد له سته او سبع اشهر وبطلع بالسلامه وبعدين بصير خير. إحنا إطمأنينا. وبعد مدّه قالوا لنا: اللي عنده سلاح، يجيبه عشان نعمله رخصة. وبالفعل اللي عنده سلاح جابه وعمل له رخصة وضلينا.
لما طلع خليل من السجن، وصرنا نحصد وندرس من ارضنا، قالوا لنا: لازم ترحلوا؟. قلنا له: وين نرحل؟ ومحصولاتنا هاي اللي احنا قاعدين عشانها شو نعمل فيها؟ كيف نتركها؟.
المهم، اجبرونا بالقوة على الرحيل، وزَرعِنا ومحصلونا وأرزاقنا ضلت. الصَليبة موجوده على صَليبتها والزرع بقي في المزرعة، والحالة يرثى لها.
- كيف صار الترحيل؟ يوم الاحداث شو صار؟
- انا ماشي بالحكي وراح احكيلك
- صحيح، لكن احنا ما معنا كتير وقت وبدي إياك تحكيلي عن الترحيل
- المهم، بشي يوم بعد الظهر جابولنا. جابوا ناقلات وكمنكرات وجنود. وصارت الكمنكرات يمشوا على حبال البيوت ويقطعوا فيهم ويهدموهم. الحاملات كانوا واقفات واللي بده يعصى كانوا الجنود يحملوه. وعملوا اللي عملوه… عملوه اشياء لا تُرضي.
- ايش هي؟
- مسكوا العصي والهراوات وطبّوا بالزلام وضربوهم وفي ناس اللي كسّروا ايديهم. اذكر منهم حسين الجعار وكان ختيار بسن السبعين، ويوسف ابو عجمي واللي بعده عايش لليوم.
انا كنت واقف عند بيتي وكان في طرمبيل من الحاملات واقف قريب من بيتي وضابط من الجنود كان على الطرمبيل بس ما اشترك بالعملية ابدا. فانا قلت لعمي الحاج ابراهيم: يا عمي الحاج، انا رجل وحيد وبدي ارحل من بيتي، واخلي الحبوب والغنم ولوين ارحل؟. قال لي الضابط: وين بيتك؟. قلت له: هذا هو اللي احنا واقفين عنده. قال لي الضابط: لا ترحل. أمانة الله على ما اقول واني ما بظلم هذا الضابط، وهو ما اشترك بالعملية.
قلت له: ما بقدر أبقى وعشيرتي وجماعتي وقرايبي وأهلي يرحلوا وانا أضلّ؟. سكت الضابط. المهم، اجبرونا بالقوة. رحلنا وخلينا ارزاقنا مبددّه ومشينا على تل عراد. اللي يرحل يقولو له: ارحل وين ما بدّك.
- يعني من اللقية مشيتوا على تل عراد او على محل تاني؟
- من اللقية حطينا الرِحال على الجمال ومشينا لحد الرهوة وحطّينا هناك. الرَهَوَة هاي كانت على حدود الاردن. قعدنا هناك اربعين يوم على الحدود. ما منقدر نمشي الا قبل ما تقبلنا الدولة اللي مستضيفتنا. سألنا الحاج ابراهيم شو عم بصير وقال لنا: انا مشيت للدولة الاردنية ورحت عند المسؤول الكبير بالدولة وقال لي يا حاج ابراهيم وانت وعشيرتك من اول الاولين اللي رفعنا باسمهم قضية بجنيف، وحكمت المحكمه برجوعكم. وإلا ما ترجعوا على حسب حكم المحكمة.
- كان في محكمه؟ مين توجه للمحكمه؟
- دولة الاردن توجهت للمحكمه انه كيف دولة اسرائيل بترحّل مواطنين بعد مرور سنوات على الاحتلال. وصدر الحكم انه احنا نرجع.
- الاردن قالت للحاج ابراهيم انه المحكمة بجنيف حكمت انه انتو ترجعوا…
- ما بعرف اذا بجنيف او بمكان تاني. بس قال المسؤول الكبير بالاردن انه احنا صارت بينا وبين اسرائيل محكمة بخصوص عشيرتكم والعشاير اللي برحلوهم من اوطانهم واخذنا الحكم.
بعدها اجانا قائد منطقه كان بالخليل وقال لنا: جهزوا حالكوا، حكومة اسرائيل بدها ترجعكو. سألنا وين بدهن يرجعونا؟ قال: بدهن يرجعوكو على ارضكو. انبسطنا وكثّر خير الله. واللا ما شفنا والاسرائيليين جايين بناقلات وكمنكرات كثيرة. وصاروا يحملوا كل اربع-خمس عائلات بالسيارات. وبعد ما حمّلوا كل العائلات صفّوا كل السيارات وقسم من الكمنكرات مشيو من قدّام السيارات وقسم كمنكرات من وراهم. لما قرّبنا على اراضينا اللي مفروض نوصل عليها، واللا همي ضلهن مكملين فينا مع الخطوط الرملية باتجاه الشرق، وما منعرف وين بدهن يحطونا!.
وصلنا بير الملح، وشربنا هناك مي، المي كانت قليله. حطونا ببير الملح والارض كانت جرداء واللي ما فيها غير الرمل. ضلينا هناك اسبوعين -ثلاثة، بدون ما حدا يحاكينا. في يوم من الايام، قال لنا الحاج انه نحضّر حالنا الصبح عشان بدنا نروح نشوف الارض اللي بدنا نعيش فيها بتل عراد. جهّزوا حالهم شخصين او ثلاثة من الخيالة وركبوا مع الحاج ابراهيم، كان معهم سلمان ابو عبد الكريم الصانع ويمكن الشيخ احمد ابو مطير. وصلوا تل عراد، وشافوا المكان ووافقوا ننتقل لهناك لانه هذا الموجود في الوقت الحالي.
رجعوا وقالو لنا بدنا نرحل الصبح. تاني يوم حطينا الرحال على الجمال، ووصلنا تل عراد وحطّينا فيها. بذكر هذا كان يمكن ب…. 1\11
- اي سنه؟
- 1\11\1952. وصلنا هديك المنطقة وفرجونا حدود المنطقة اللي منقدر نزرعها وقالوا لنا الاسرائلية هاي المنطقة هي بدل منطقتكم واعتبروها ملك لكم.
اول سنه زرعنا بدون اجار وبدون مسؤولية. ثاني سنه او ثالث سنه أجوا قالوا لنا انه لازم ندفع أجار. لا حول ولا قوة. قال الله سبحان وتعالى في كتابه العزيز أطيعوا الله وولي الأمر منكم ولو كان عبداً حبشياً. وانجبرنا ندفع الإيجار وقسّمنا الارض على بعضنا وفي أمان الله تعالى. ب 24\11 اذا انا مش غلطان، توفى الحاج ابراهيم.
- ب ال 52؟ كيف توفى الحاج ابراهيم؟
- انضغت عليه نفسياً، قهر، من ما شاف من الحكومة. مات قهر. ضلينا بالارض، وسكتوا عنا لحد سنوات الستين، كنا قاعدين بالارض ولو انها بالإيجار، بس عوضتنا عن بلادنا اللي راحت. واطمأنينا مع جيراننا وجيراننا إطمأنوا علينا وفي أمان الله تعالى. حتى اهل الضفة الغربية انبسطوا من جيرتنا وما كانت تحصل مشاكل بيننا.
عُقب ما اطمأنينا وفي أمان الله تعالى وعرفنا البلاد وصارت بلادنا ونسينا اللي كان، أجوا وقالوا لنا: بدنا نطمّنكو، وبدنا نبنيلكو بلد. وفي يوم من الأيام قالوا: بدنا نجيكو. كان بحينا الشيخ منصور الصانع، اخد المشيخة بعد اخوه. وقعدنا في الشِق لحد ما إجوا اربع - خمس أنفار من المسؤولين، بذكر واحد منهم كان اول من استلم رئاسة البلدية برهط. ما بعرف اسمه بس متذكره منيح. بحينها اجتمعوا الختيارية وانا كنت اصغر واحد فيهم بالسن يمكن كان عمري 47.
- اي سنه هذا الحكي؟
- يمكن في ال 75 - 76. قالوا لنا بدنا نعملكو بلد وبدنا نطوّركو ونجبلكوا مي وكهرباء ونثقفكو وكذا..الختيارية فوّضوني وصرت انا اللي احكي معهم. قلت لهم: احنا عشنا بدو وراح نضلنا بدو، ولو طوّرتونا وحطيتونا على جسور إحنا بنضل بدو. وإن كان انتو زعلالين علينا من الميّ، انا شخصيا من اللقية ورحت على بير السبع وانا عمري ثمانية سنوات، وجبت الميّ من بير السبع مراراً وتكراراً وكان عنا بير باللقية والواحد كان يروح بالبرميل ويقعد هناك نهار طويل حتى انه يمليه، وكنا بحينها عايشين ومبسوطين..
- انت قلت انه في بير باللقية. ليش كنت تروح على البير بالسبع؟
- من قلّة مي ببير اللقية. كان ناشف. قلت لهم: اطلقونا على راحتنا وقولوا لنا روحوا على بلادكو وما يخصكو مننا. ما طاب إلهم الحديث وما عجبهم وقالوا بدنا نقوم. سألتهم اذا رايحين على السبع، قالوا: صحيح. قلت لهم: خدوني معهكم. لما وصلنا الطرمبيل قال لي هو…
- مين هو؟
- اليهودي اللي استلم رئاسة رهط. سألني بتعرف سلامه الهزيّل؟. قلت له: انا بعرفه. قال لي: هو بالسجن. قلت له: اذا بدك تحطني بالسجن انا ماشي معك. سكت… ركبت معهم بالطرومبيل وكنت قاعد وراء. لما اخذنا مسافة اربع -خمس كيلومترات عن العرب، قالو لي: بتعرف عبراني؟. قلت لا، ولليوم انا ما بعرف عبراني. قالوا: انت بتقول ارضنا وارضنا. احنا بدنا نفرجيك الحقيقة وهي انه ما في واحد له أرض إلا اذا ارضه مطوّبه. قلت لهم: في كثير وانا منهم.
- اللجنة هون يا حاج مهتمين بالسنين اللي من ال 48 لل 68. بدي اسألك انت شو بتشوف الحل اليوم؟
- انا مش شايف حل عند اسرائيل. اللي منشوفها حلوه اليوم، بكرا بطلع أمرّ منها.
- انت شو بدك يصير؟
- انا بدي اشحد بس اكون بأرضي ووطني وبكون مبسوط. اليوم انا مش قادر اوصل لأرضي اللي هي ملكي، وحتى بطلّوا يأجروني أجار. اليوم بقسم من ارضي سكّنوا عائلات، وحتى اني اسكن بين هاي العائلات ما بقدر.
- ارضك وين؟
- ارضي بتحدّ ابو درويش (ابو درويش هي عائلة موجوده باللقية، غرب شارع الستين). باختصار ارضي هي 420 دونم، كلها شقفة واحده بين الوادي. غيّروني من ملاك لمهاجر وحطوا عائلة ثانية فيها.
- شكرا كتير. وانا جدا بشكرك على حضورك اليوم
-------------------
اسم الراوي: الحاج سلامه ابو بدر
تاريخ الولادة: 1927
مكان السكن الحالي: اللقية
قابلته : هدى أبو عبيّد
تاريخ المقابلة: 10\12\2014
مكان المقابلة: مؤتمر لجنة الحقيقة