معلومات
قضاء: حيفا
عدد السكان عام 1948: 1730
تاريخ الإحتلال: 23/05/1948
مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد
مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: دور
خلفية:
كانت القرية تنتصب على تل صغير يرتفع قليلا عن الشاطئ الرملي المحيط بها, وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي وتصلها بحيفا وبمراكز مدنية أخرى, وكان فيها أيضا محطة لقطار سكة الحديد توفر الخدمات للخط الساحلي.
في أواخر القرن التاسع عشر وصفت الطنطورة بأنها قرية ساحلية تمتد من الشمال الى الجنوب. وكان ميناؤها, المبني على أطراف شبه جزيرة مريعة, يقع شمالي القرية مباشرة. واشتملت القرية على بناء حجري مربع الشكل كان يستعمل مضافة للزائرين ( والأرجح أنه الخان الذي ذكره بكنغهام). وكان فيها 1200 نسمة, يزرعون 25 فدانا( الفدان= 100- 250 دونما). وكان للقرية تجارات محدودة مع يافا.
كانت منازل الطنطورة الحجرية مبنية على الشاطئ الرملي. وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين (بنيت في سنة 1889 تقريبا) وأخرى للبنات ( أسست في 1937\1938). واعتمد اقتصاد القرية على الزراعة وصيد السمك. وفي فترة الانتداب, ازداد صيد السمك من 6 أطنان في سنة 1928 الى 1622 طنا في سنة 1944. وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة أهم الغلال الزراعية.
في 1944\1945, كان ما مجموعه 26 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 6593 دونما للحبوب, و 278 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها 270 دونما للزيتون.
أخرجت التنقيبات الأثرية التي أجريت تحت المياه قرب شاطئ الطنطورة مراسي سفن يعود تاريخها الى معظم الحقب من تاريخ الموقع. كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية في المنحدرات الشمالية لتل البرج خلال 1979- 1980. وتقوم الجامعة العبرية منذ سنة 1980 بالتنقيب في هذا التل سنويا.
إحتلال القرية
كانت الطنطورة في بداية أيار\ مايو 1948 من أواخر القرى العربية الباقية في شريط السهل الساحلي, الممتد من منطقة زخرون يعقوف (جنوبي حيفا) حتى تل أبيب. في 9 أيار\ مايو, عقد اجتماع بين ضباط الاستخبارات المحليين في الهاغاناه وبين خبراء بالشؤون العربية, لتقرير مصير الطنطورة وبضع قرى أخرى. واتخذ القرار وفق ما ذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس بطرد السكان أو إخضاعهم, ويؤكد "تاريخ حرب الاستقلال" أن القرار نفذ في الطنطورة بعد أسبوعين, ليل 22-23 أيار\ مايو, إذا هاجمت الكتيبة الثالثة والثلاثون في الهاغاناه (الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني) القرية, التي سقطت بعد معركة قصيرة ذلك بأن القرية, وفق ما ذكر موريس, كانت رفضت في السابق شروط الهاغاناه للاستسلام واختارت القتال. وكتب موريس: كان من الواضح أن قادة لواء ألكسندروني أرادوا القرية خالية من سكانها وأن بعض هؤلاء السكان على الأقل طرد.
وجاء في بلاغ عسكري إسرائيلي, صدر في 23 أيار\ مايو 1948, وأوردته صحيفة (نيورك تايمز), أن مئات من العرب وقعوا في أيدينا, فضلا عن كميات كبيرة من الغنائم. وقد أورد مراسل الصحيفة ادعاء الهاغاناه المستبعد وهو أن القرية كانت نقطة تهريب للمتطوعين المصريين القادمين الى فلسطين بحرا.
غير أن معاناة السكان لم تنته بطردهم فقد ذهب بعضهم الى المثلث بينما طرد نحو 1200 شخص الى قرية الفريدس المجاورة, والتي كانت سقطت من قبل. في أواخر أيار\ مايو, سأل وزير الدولة الإسرائيلي بيخور شيطريت, رئيس الحكومة دافيد بن- غوريون: هل يجب طرد سكان الطنطورة من الفريدس أيضا؟ ويشير موريس الى أن معظم السكان كانوا قد طردوا في الصيف من الأراضي التي تسيطر إسرائيل عليها, وأن 200 شخص تقريبا مكثوا في الفريدس, ومعظمهم من النساء والأطفال ممن لهم أقارب ذكور في قيد الاعتقال الإسرائيلي وقد بات هؤلاء في العراء مفتقرين الى الكسوة, استنادا الى موريس الذي يذكر أن بعض المسؤولين الإسرائيليين قلق جراء ما يمكن أن يحدث لهؤلاء في الشتاء غير أنه لم يذكر شيئا أكثر من ذلك فيما يتعلق بمصيرهم.
القرية اليوم
لم يبق من القرية الا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية ( منزل آل اليحيى) بني في سنة 1882. مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع. الذي تحول الى منتزه إسرائيلي يضم بعض المسابح.
في حزيران \ يونيو 1948, أنشأ المهاجرون الصهيونيين القادمون من الولايات المتحدة وبولندا كيبوتس نحشوليم على أراضي القرية, الى الشمال الشرقي من موقعها. وفي سنة 1949, أنشا المهاجرون والصهيونيون, القادمون من اليونان مستعمرة دور، شرقي الموقع.
--------------
المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية
فيديو
لاجئة من الطنطورة
لاجئة من الطنطورة