معلومات
قضاء: صفد
عدد السكان عام 1948: 780
تاريخ الإحتلال: 01/10/1948
مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد
مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: פרוד, שפר
خلفية:
كانت الفراضية تنهض على السفح الجنوبي لجبل زبود . وكان طريق الناصرة صفد العام يمر شمالها مباشرة ومن الجائز أن تكون الفراضية بنيت في موقع قرية كانت تعرف أيام الرومان باسم برد وقد أشار إليها الجغرافي العربي , المقدسي (توفي سنة 990 تقريباً ), باسم الفراذية ,ووضعها بأنها قرية كبيرة مشهورة ببساتين الفاكهة و العنب , وتقع في ناحية وفيرة المياه. في سنة 1596 , كانت الفراضية قرية في ناحية جيرة (لواء صفد ) وعدد سكانها 237 نسمة، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير , بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وأراضي الرعي. في أواخر القرن التاسع عشر , كانت القرية مبنية بالحجارة وقائمة في سهل، وكان سكانها وعددهم 150 نسمة يعنون ببساتين صغيرة ويستنبتون التين والزيتون وكانوا في معظمهم من المسلمين وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين. وكانت البنابيع المتفجرة من جبل الجرمق الى الشمال تمدّ سكانها بكمية وافرة من المياه .
كان في الفراضية قطاع مزدهر, وكانت مشهورة بمزرعتها النموذجية التي كانت تغطي 300 دونماً من الأرض . وقد أنشئت المزرعة لتحسين نوعية التفاح والتين والعنب والأجاص و اللوز و المشمش , ولتنمية أنواع جديدة من البذار وكان فيها مشجر كان يستنبت فيه 2000 شجرة توزع على المزارعين . وكانت القرية توسع خدماتها لتقدم النصائح لمزارعي قضاءي عكا وصفد في شأن تربية الطيور والعناية بالنحل وكان يشرف على هذا المركز مهندس زراعي فلسطيني تخرج من جامعة مونبليه في فرنسا, وبدأ العمل في المركز سنة 1932. وكان في جوار القرية , فضلاً عن المركز الزراعي, بضع طواحين تعمل بالقوة المائية. في 1944/1945, كان ما مجموعه 4147 دونما مخصصا للحبوب و 1182 دونما مرويا أو مستخدماً للبساتين . وكان في الفراضية مقام لشيخ من علماء الدين يدعى الشيخ منصور, كما كان فيها أطلال طواحين قديمة وقناة لجر المياه.
احتلال القرية
لجأ سكان القرى المجاورة و لا سيما (عكبرة و الظاهرية التحتا ) الى الفراضية في أوائل أيار /مايو 1948, يوم فروا من أمام عملية يفتاح (أنظر آبل القمح , قضاء صفد ) وذلك استنادا الى شهادة بعض سكان عكبرة . ويفهم من تاريخ حرب الاستقلال أن القرية لم تقع تحت السيطرة الإسرائيلية إلا يوم تشرين الأول /أكتوبر 1948, في سياق عملية حيرام (انظر عرب السمينة قضاء عكا) ولعلها كانت واحدة من القرى التي احتلت عندما نفذت قوات إسرائيلية متعددة عملية تطويق للاستيلاء على جيب فلسطيني في الجليل الأوسط غربي صفد. والظاهر أنها لم تتعرض لهجوم مباشر، لكن بينما كانت وحدات من لواء جولاني تتقدم شمالات من عيلبون (التي تبعد نحو 10 كلم الى الجنوب من فراضة) في اتجاه سعسع (التي تبعد نحو 10 كلم الى الشمال من فراضة)، باتت القرية محاطة بالقوات الاسرائيلية من الجهات كافة. ولما لم تتعرض لهجوم مباشر فقد مكث كثيرون من سكانها في منازلهم, بحسب ما يبدون ,حتى شباط /فبراير 1949، اي حتى بدء الهجوم النهائي على القرية.
في كانو الأول\ديسمبر 1948 وكانون الثاني\يناير 1948، تزايد دعم كبار المسؤولين الإسرائيليين لخطة تقضي بطرد سكان القرية, من ذلك أن وزير شؤون الأقليات, بيخور شيتريت, دافع عن ضرورة طردهم بحجة الحول دون "تسلل" اللاجئين الى القرية وقد نقل المؤرخ الإسرائيلي بني موريس عن قوله إن عمليات التسلل إن لم تتوقف فسيكون على إسرائيل أن تفتح "الجليل مرة أخرى" ويضيف موريس أن لجنة نقل العرب من موضع الى موضع تبنت في 15 كانون الأول /ديسمبر 1948, اقتراحا يقضي بطرد 261 ممن بقي من سكان الفراضية وكفر عنان (قضاء عكا ) ولكن هذه الخطة لم تنفذ إلا في شباط\فبراير 1949. وقد طرد بعض هؤلاء السكان الى قرية أخرى تقع تحت السيطرة الإسرائيلية, بنما طرد آخرون الى منطقة المثلث (نابلس\طولكرم \جنين) في الضفة الغربية.
القرية اليوم
الموقع مهجور وتكسوه النباتات البرية الشائكة, والأشجار وأكوام الحجارة من المنازل المدمرة. وينبت الصبار في الأراضي المحيطة بالموقع التي تستعمل, أساساً ,مرعى للمواشي. وقد شُجّر بعض أجزاء منها وبات يستخدم منتزهات للإسرائيليين .في سنة 1949 , أسست إسرائيل مستعمرة برود على أراضي القرية وهي تبعد نحو 300م الى الشرق من موقع القرية المدمرة . أما مستعمرة شيفر التي أنشئت في سنة 1950 على أراضي القرية, فتقع شمالي الموقع. وفي سنة 1980, وضعت الخطط لإنشاء مستعمرة كداريم الى الشرق من موقع القرية, لكن المصادر المنشورة والمتداولة لا تفيد شيئاً عما إذا كانت هذه المستعمرات أهلت أم لا.
------------------------
المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية