معلومات
قضاء: صفد
عدد السكان عام 1948: 80
تاريخ الإحتلال: 17/05/1948
مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: رموت نفتالي
مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: لا يوجد
خلفية:
كانت القرية تنهض على التلال شديدة الانحدار بالقرب من مجرى واد صغير, مشرفة على سهل الحولة إلى الشرق والجنوب. وكان في القرية, التي تربطها وصلة مرصوفة حجارة بالطريق العام المفضي إلى صفد وطبرية, مقام يعتقد أنه مثوى النبي يوشع. ففي أواخر القرن الثامن عشر, أنشأت أسرة من آل سبيل إظهار التقوى. وكان آل الغول هؤلاء أو (خَدمة المقام ) كما كانوا يدعون, يتألفون من خمسين شخصاً تقريباً, وكانوا أول من أقام في الموقع وزرعوا الأرض المحيطة والذي تحول الموقع لاحقاً الى قرية. وقد اختار البريطانيون القرية في أثناء الانتداب, موقعاً لبناء مركز للشرطة. وكان سكان النبي يوشع وجميعهم من المسلمين, يقيمون موسماً في الخامس عشر من شعبان مماثلاً لموسم النبي روبين الذي كان يقام في قضاء الرملة. وكان سكان القرية يكسبون رزقهم من الزراعة. في 1944/1945 , زرع سكانها ما مجموعه 640 دونماً بالحبوب.
إحتلال القرية
كانت القرية ومركز الشرطة فيها هدفين لأربع غارات شنتها الهاغاناه في نيسان /أبريل وأيار/مايو 1948. وعندما أخلى البريطانيون مركز الشرطة في النبي يوشع, في 15 نيسان / أبريل, سيطرت عليه وحدات من جيش الإنقاذ العربي وبعض أفراد الميليشيا. واستناداً إلى مذكرات فوزي القاوقجي, قائد جيش الإنقاذ, فأن رجاله اتخذوا مواقع لهم حول المركز في أواخر آذار /مارس. وقد وقع هجوم الهاغاناه الأول, الذي افتتح عملية يفتاح (أنظر آبل القمح, قضاء صفد ) في 17 نيسان /أبريل, لكنه باء بالفشل. كما أن الهجوم الثاني الذي شن بعد ثلاثة أيام, أخفق أيضاً وأسفر عن مقتل اثنين وعشرين رجلاً من المهاجمين اليهود, بحسب ما جاء في "تاريخ الهاغاناه". وفي رواية الهاغاناه أن الخطة كانت تقضي باختراق الأسلاك الشائكة ونسف مركز الشرطة, لكن جيش الإنقاذ العربي اكتشف عند الفجر وحدة البلماح المتقدمة فقصفها واضطرها إلى الانسحاب. وفي وقت لاحق, بذلت محاولتان أخريان خلال العملية نفسها. وقد ألغيت بسرعة محاولة كانت مقررة لليلة 15-16 أيار/مايو. لكن في الليلة اللاحقة حصل المهاجمون على دعم جوي فنجحوا في تحقيق أهدافهم. إذ إن الطائرات الإسرائيلية, وفق ما ذكر "تاريخ الهاغاناه" ألقت قنابل حارقة على مركز الشرطة, بينما شقت الوحدات البرية طريقها مخترقة الأسلاك الشائكة, ومجبرة المدافعين على الانسحاب. أما مصير سكان القرية, فلا يؤتى إلى ذكره صراحة والأرجح أنهم فروا أو طردوا وقت ذلك الهجوم وطوال الأشهر الخمسة اللاحقة (أي حتى نهاية الهدنة الثانية في الحرب), كانت خطوط المواجهة بين القوات العربية والإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية وقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن القتال على الجبهة الشمالية اندلع في 22 تشرين الأول/أكتوبر, وامتد على طول الخط من النبي يوشع شمالاً إلى منارة. ومنارة هذه مستعمرة إسرائيلية عربية الاسم, أسست في أقصى شمال قضاء صفد في سنة 1943.
القرية اليوم
سيج الموقع بالأسلاك الشائكة وغطته الأنقاض, بحيث بات الوصول إليه عسيراً. لكن بقي بعض معالم من القرية بادياً للعيان: بقايا المنازل, أضرحة في مقبرة القرية, مقام النبي يوشع. وقد سلم من العطب قبتا المقام, والمدخل المقنطر المفضي إلى القسم الرئيسي منه, إلا إن الحيطان الحجرية للغرف الملحقة به متصدعة, ومجمع المباني كله مهمل وتنمو النباتات البرية من السقف, وتحيط أشجار التين ونبات الصبار بموقع القرية. أما الأراضي المستوية المحيطة بالموقع فيستعملها المزارعون الإسرائيليون لزراعة التفاح, بينما باتت الأجزاء المنحدرة مرعى للمواشي أو غابات.
تقع مستعمرة رموت نفتالي الزراعية, التي أسست سنة 1945 على أراضي القرية, جنوبي موقعها. وهي قريبة من الحدود بين النبي يوشع وأراضي ملاحة العربية.
------------------
المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية