معلومات
قضاء: القدس
عدد السكان عام 1948: 2440
تاريخ الإحتلال: 20/10/1948
الوحدة العسكرية: هريئيل (بلماح & عتسوني)
مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: محسياه, بيت شمش, يشعي, تسورعاه
خلفية:
كانت دير آبان مبنية على تل كبير في السفح الغربي لأحد الجبال, وكان يحيط بها واديان واسعان في الجنوب والشمال. وكان الطريق العام الذي يربط بيت جبرين بطريق القدس - يافا العام يمر على بعد نحو 3 كيلومترات غربي القرية, ويشكل صلة الوصل الأساسية بينها وبين المدن والقرى الأخرى. وقد عدت دير آبان في موقع أبينيزر في العهد الروماني وباتت في العهود التالية, قرية في ناحية بيت جبرين الإدارية. في سنة 1596, كانت دير آبان قرية من قرى ناحية القدس (لواء القدس), وعدد سكانها 127 نسمة, يؤدون الضرائب على القمح والماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت مرتفعات عالية, وكانت قائمة الزيتون تحف بالأطراف الشمالية والشرقية والغربية للقرية.
كانت القرية مبنية على شكل دائرة ترتكز حول نقطة تقاطع خمس طرق منها الطريق الرئيسية التي تفضي إلى بيت جبرين. وكانت منازل القرية في معظمها مبنية بالحجارة والطين, وكانت سطوحها من الخشب والقش والطوب كما كان لبعضها سقوف مقببة معقودة بالحجارة البيض وكان معظم سكان دير آبان من المسلمين وقد بلغ عددهم في أواسط الأربعينات 2100 نسمة منهم 10 مسحيين. وكان المسجد العمري ينتصب وسط القرية إلى جانب مدرسة ابتدائية. وقبل الأربعينات كانت القرية تتزود المياه أساسا من آبار تغذيها مياه الأمطار. ثم في زمن لا حق أنشئ خط أنابيب لنقل المياه من عين مرجلين (التي تقع على بعد 5 كلم شرقي القرية).
كان بعض سكان دير آبان يعمل في الزراعة, بينما كان بعضهم الآخر يعمل في قطاعي التجارة والخدمات. وكانت أشجار الزيتون تغطي جزءا كبيرا من أراضي القرية. أما الكروم فكانت تغرس في المرتفعات الجبلية بينما تستنبت الحبوب والذرة في الأراضي المستوية التابعة للقرية. في 1944\1945, كان ما مجموعه 14925 دونما مخصصا للحبوب, و1580 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
كانت في جوار القرية ثلاثة مواقع أثرية هي : خربة جنعر, وخربة حرازة , وخربة الصياغ.
إحتلال القرية
تعرضت القرية للهجوم أول مرة في الأسابيع الأولى من الحرب, يوم طوقتها قوة يهودية مسلحة في 17 كانون الثاني\ يناير 1948. وقد أفادت صحيفة (نيورك تايمز) أن هذا الهجوم وقع في أثناء معركة بيت لحم. وقد استمرت (الحملة التأديبية) الصهيونية هذه على ثلاث قرى تقع في الجوار (زكريا وبيت نتيف ودير آبان) 24 ساعة على الأقل. ونسبت صحيفة (نيورك تايمز) إلى مصادر عربية أنها قدرت القوة الصهيوينة بمائة رجل على الأقل. وبعد شهرين، أي في 20 آذار\ مارس, أفيد عن تبادل نيران بين القرية ومستعمرة هر طوف اليهودية دام طوال النهار. لكن لم يكشف عن عدد الإصابات.
كانت دير آبان أول قرية في سياق عملية ههار (أنظر علار, قضاء القدس). وتفيد تقارير الهاغاناه أنه تم الاستيلاء على التل المشرف على دير آبان (بسهولة نسبية) في إثر مباغتة القوات المصرية التي صارت عرضة لنيران المدفعية والقصف (المركز) لمدافع الهاون. في الليلة التالية, ليلة 19-20 تشرين الأول\ أكتوبر, احتلت القرية وهجر سكانها, في أرجح الظن, شرقا نحو بيت لحم أو نحو تلال الخليل.
القرية اليوم
يظهر اليوم في موقع القرية أكوام عالية من ركام الحجارة والسقوف المنهارة والروافد الحديدية وبقايا الحيطان القائمة ويقع في طرفها الشمالي كهف له مدخل تعلوه قنطرة دائرية. وتشاهد بئر ذات غطاء معدني قرب قنطرة حجرية أخرى قائمة بنفسها بعد أن زال باقي البناء. وتغلب على الموقع أشجار الزيتون واللوز والسرو والكينا فضلا عن نبات الصبار. كما تنبت أشجار الخروب على طول المصاطب المجاورة وما زالت تشاهد حتى اليوم آبار عدة, سدت فوهات بعضها بألواح خشبية.
في أواخر سنة 1948, أنشأت إسرائيل مستعمرة تسرعا شمالي شرقي موقع القرية. كما أنشأت في سنة 1950 مستعمرات محسياوبيت شميش ويشعي غربي الموقع. وتقوم المستعمرات الأربع جميعها على أراضي القرية.
-------------
المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية
فيديو
هذا الفيلم، الذي عرض في مكتب زوخروت مساء "يوم الاستقلال"، يرافق مجموعة من الاسرائيليات والاسرائيليين، الذين قرروا التعلم والمعرفة عن العودة من خلال مشروع زوخروت
شمل البرنامج جولة في موقع قرية دير أبان، شرحًا عن تاريخ القرية ونكبتها، توزيع كتيب "ذاكرات دير أبان" وتغطية القبور المفتوحة.
فيلم لالكس سفرون
شهادة من قرية دير آبان قضاء القدس
في نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الصهيونية، التي كانت من أقليات الأحزاب السياسية، بالظهور على الساحة العالمية. إذ يتجسد هدف هذا الحزب، بحسب ما يزعمه قادته التاريخيين، بإقامة دولة يهودية في مكان ما في العالم، وبالأخص في فلسطين. ففي ذلك الوقت، ومنذ آلاف السنين، كانت الأرض تتكلم عربي، وكان أهل فلسطين يسكنون فلسطين، فكيف يمكن للقادة الصهاينة التوفيق ما بين طموحاتهم السياسية والواقع الفلسطيني في نهاية القرن التاسع العشر؟ الحل لهذه المسألة كان مخطط له ما قبل وعد بلفور في العام 1917، إذ قام القادة الصهاينة بوضع خطط وتنفيذها عن طريق طرد الفلسطينيين من أراضيهم بأية وسيلة كانت.