معلومات
قضاء: القدس
عدد السكان عام 1948: 720
تاريخ الإحتلال: 18/07/1948
الوحدة العسكرية: هرئيل (بلماح)
مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد
مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: لا يوجد
خلفية:
كانت القرية تعتلي تلا عريضا قليل الارتفاع على السفح الجنوبي الشرقي لأحد الجبال, ويحيط بها واديان في جانبيها الشرقي والجنوبي. وكانت تقع على الطريق العام الذي يصل بيت جبرين ( من كبريات قرى قضاء الخليل) بالطريق العام الممتد بين القدس ويافا. وكانت طريق فرعية تربطهما بمجموع من القرى المجاورة. ويعتقد أن إشوع شيّدت فوق موقع مدينة إشتأول الكنعانية حتى أنها عرفت بهذا الاسم في العصر الروماني حين كانت تدخل ضمن قضاء إيلوثيرولوليس الإداري (بيت جبرين). إلا إن قرية دير أبو القابوس, التي تبعد نصف كيلومتر نحو الشمال, كانت عُدّت أيضا قائمة في موقع إشتأول في العصر الروماني. في القرن السادس عشر, تزحزحت القرية مسافة 500 متر في اتجاه الشمال الغربي, نحو موقع قرية عسلين ( أنظر عسلين, قضاء القدس). ثم في القرن الثامن عشر والسابع عشر, وحين هجرت قرية عسلين أهلت إشوع ثانية- في أرجح الظن- بالسكان وبلغ عدد سكانها 450 نسمة في سنة 1875. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت إشوع قائمة بالقرب من سفح تل, وكانت الأراضي الواقعة في الأسفل من القرية مزروعة بأشجار الزيتون. اتخذت إشوع شكل نجمة وكانت منازلها ومعظمها حجرية تتخذ شكلا موازيا للطرق المؤدية إلى القرى الأخرى بينما امتدت الأبنية الأحدث عهدا صوب الجنوب والشمال الغربي في اتجاه عسلين. كان سكان إشوع من المسلمين ولهم فيها مسجد أطلق عليه اسم إشوع تيمنا بالنبي يشوع وكان في قريتهم بضعة دكاكين ومدرسة ابتدائية وكانت عين إشوع التي تقع شمالي القرية, تمد سكانها بمياه الشرب فضلا عن بعض العيون والآبار الأخرى الأقل أهمية وكانت المزروعات بعلية وقد زرع السكان أراضيهم حبوبا وأشجار زيتون وكرمة وأشجار مثمرة. في 1944\1945, كان ما مجموعه 1911 دونما مخصصا للحبوب و473 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان يقع في جوار القرية إلى الجنوب الشرقي خربتان: خربة الشيخ إبراهيم وخربة حمادة . و تضم أحداهما بقايا حيطان وركام حجارة من أبنية منهارة وكهوفا كانت آهلة في الماضي بينما تضم الأخرى كهوفا مماثلة وخزانات محفورة في الصخر ومعصرة زيتون.
إحتلال القرية
يذكر ( تاريخ حرب استقلال) أن الكتيبة الرابعة من لواء هرئيل (طهرت) القرية في 16 تموز\ يوليو1948. ومعنى ذلك في أغلب الظن, أن كل من تخلف فيها من سكانها بعد وابل قنابل الهاون, أجبرته القوات المحتلة على الرحيل في نهاية المطاف. وهذا المصير لقيته أيضا مجموعة من قرى المنطقة. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن العملية (هدفت إلى توسيع ممر القدس الذي يسيطر اليهود عليه) وقد جاءت الهجمات ضمن إطار عملية داني ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة). شهدت إشوع معارك قبل ذلك التاريخ, في أثناء القتال الذي دار بشأن الممر المؤدي إلى القدس. ففي 18 آذار\ مارس, جرت مناوشة عند تخوم القرية. وذكرت ( مصادر يهودية) لاحقا, لصحيفة (نيورك تايمز), أن سيارة مصفحة تابعة للهاغاناه علقت في الوحول خارج القرية, فهجم عليها 250 رجلا من المجاهدين العرب وقتلوا طاقمها المؤلف من 8 أشخاص. وفي الأسبوع اللاحق, شنت قوات المجاهدين الفلسطنين, بقيادة عبد القادر الحسيني, هجوما على مستعمرة هرطوف اليهودية المجاورة. وفي 22 اذار\مارس، تدخلت القوات البريطانية ووضعت حداً لاطلاق النار وذلك بقذف اربع قنابل شديدة الإنفجار (زنة كل منها 25 باوند)، وست عشرة قنبلة دخانية على قرية إشوع. وكتب مراسل (نيويورك تايمز) يقول إن سكان القرية أجلوا عنها, ومعهم القوات العربية المتمركزة فيها. وفي اليوم التالي اجتاح القرية نحو 600 جندي بريطاني, كما اجتاحوا قريتي عرتوف وبيت محسير المجاورتين. وجاء في برقية لصحيفة ( نيورك تايمز) أن السكان أخلوا في معظمهم القرية قبل الهجوم البريطاني. ولم يذكر ما حدث بعد ذلك ولا هل عاد السكان فيما بعد أم لا على الرغم من أن التقرير الذي وضعته الهاغاناه عن احتلال إشوع في 16 تموز\ يوليو يشير إلى عودتهم ولو لفترة وجيزة.
القرية اليوم
لم يبق في الموقع سوى بضعة منازل من القرية مبعثرة بين منازل المستعمرة. ويستخدم بعضها مساكن ومستودعات. وقد جرفت مقبرة القرية الواقعة في جوار المبنى الإداري للمستعمرة وسويت بالأرض وزرعت الأعشاب فيها. يقع في طرف المقبرة الجنوبي كهف يحتوي على رحى طاحونة قمح. وبنيت في الموقع أشجار الزيتون والخروب, إلى جانب أشجار أخرى غرسها سكان المستعمرة لاحقا. وقد أنشئ في الطرف الغربي من القرية ملعب لكرة القدم تظهر في أحد جوانبه حيطان المنازل المدمرة وسقوفها المتداعية.
--------------
المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية