جمعية زوخروت نظمت جولة ونشاطًا في القرية الفلسطينية المهجرة بيت نتيف، جنوبي بيت شيمش، وذلك بالتعاون مع أريك آدر، دبلوماسي هولندي سابق أنقذ والده يهودًا خلال الحرب العالمية الثانية وزرعت "الكيرن كييت" (الصندوق القومي اليهودي) 1100 شجرة على اسمه على أرض بيت نتيف. عبّر أريك خلال النشاط في بيت نتيف عن استيائه ومعارضته لاستغلال اسم والده من قبل "ككال" في عملية انتهاك وظلم ضد اللاجئين الفلسطينيين، وقد التقى عددا من لاجئي بيت نتيف في مخيم عايدة في بيت لحم قبل عدة سنوات.
لغة الجولة: العربية والعبرية
-------------------
كلمه جمعية زوخروت في الجولة:
منذ 68 عام والنكبة الفلسطينية مستمرة٫ ويتم تجاهلها وإخراسها من قبل دولة اسرائيل٫ مؤسساتها وغالبية الجمهور الإسرائيلي- اليهودي الذين لا يعترفون بإسقاطاتها بعيدة المدى. 68 عامًا مرّت منذ 1948 ولا يزال غالبية الفلسطينيين لاجئين في شتى أنحاء العالم نتيجة التهجير المستمر.
على ضوء ذلك، نشاط إريك آدر (Erik Ader) إزاء المهجّرين واللاجئين الفلسطينيين من قرية بيت نتّيف يعتبر مؤثّرًا٫ ليس فقط لانه يحمل اعترافًا بالنكبة ومعاناة الفلسطينيين٫ بل لأنّ نشاطه هذا يحمل تعهدًا وتوقعات لجهود تصحيحيّة أخرى حتى يعود لاجئو بيت نتّيف وجميع اللاجئين والمهجّرين.
إريك آدر هو نجل القسّ باستيان يان آدر (Bastiaan Jan Ader) الذي قام خلال الحرب العالمية الثانية بإنقاذ العديد من اليهود، والذين لا يزال البعض منهم على قيد الحياة، ويسكنون في إسرائيل. مع اقتراب نهاية الحرب، تحديدًا في 20 تشرين الثاني 1944، قًتل الكاهن برصاص النظام النازي بسبب نشاطه هذا. عام 1967، أُدرج من قِبل متحف الكارثة "يد ڤشِم" الإسرائيليّ ضمن مجموعة "الصالحين من أمم العالم". في إطار الاعتراف به كأحد الصالحين في عام 1967، قام الصندوق القومي اليهودي بغرس غابة تحتوي على 1100 شجرة على اسم القسّ آدر. تمت دعوة زوج القسّ يوهانا أدريانا (Johanna Adriana Ader-Appels) وأبنائه لحفل تدشين الغابة على اسم آدر. وقد غُرست الأشجار على أراضي قرية بيت نتيف المجاورة لبيت شيمش.
أقيم الصندوق القومي اليهودي من أجل شراء الاراضي في البلاد وتخصيصها للاستيطان اليهودي فقط. وقد قام بذلك من خلال تجنيد الأموال من الجاليات اليهودية في العالم. لعبت أحراش الصندوق القومي اليهودي دورًا مركزيًا في تهويد المشهد الطبيعي للبلاد وتطهيره من أي أثر لوجود فلسطيني من خلال محو الذاكرة التاريخية والاجتماعية التي تربط الفلسطينيين بِقراهم التي زُرِعت عليها هذه الأحراش. لا يزال الصندوق القومي اليهودي حتى يومنا هذا مستمرًا في اقتلاع الفلسطينيين من هذا الحيّز المحتلّ في شرقي القدس٫ النقب والضفة الغربية٫ وذلك عن طريق حملات مثيرة للسخرية للحفاظ على جودة البيئة كوسيلة عصرية لتجريد الفلسطينيين من أراضيهم. من خلال هذه الاستراتيجية يواصل الصندوق القومي اليهودي نشاطه هذا دون أن يُحاسب على هذه الأفعال.
جمعية ذاكرات تهنيء إريك آدر على هذه الخطوة الجريئة٫ وتهنيء أيضا اللاجئين من بين نتّيف على استعدادهم للمشاركة في هذا الحدث وفي النشاط الاحتجاجي لإريك آدر ضدّ الصندوق القومي اليهودي ودولة إسرائيل٫ وذلك مع أنّ العدالة لم تنصفهم بعد ولم يتمكّنوا بعد من العودة الى أراضيهم وقريتهم.
تفتخر ذاكرات بمشاركتها في هذه المبادرة التي تتلاءم مع رؤية الجمعية التي تدعو لعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين المعنيين بذلك٫ والتي ترتبط أيضًا بنهج العمل الذي تتبّعه الجمعية للوصول إلى الجمهور الإسرائيلي اليهودي لتحمل المسؤولية حيال النكبة الفلسطينية من خلال دمج مسارات لدرء المظالم وتحقيق العدالة في الحيّز المحتل منذ عام 1948.