خلال بحثه في أرشيف المكتبة الوطنية الإسرائيلية، عثر الباحث الإسرائيلي غيش عميت على عدد من الوثائق التي تشير إلى مجموعة من الكتب المتروكة مفهرسة تحت عنوان "Abandoned Property" أو أملاك متروكة. "استغرق الأمر أسابيع قبل أن يستوعب القصة" يقول عميت. تتعلق هذه الوثائق بآلاف الكتب باللغة العربية والتي نُهبت من بيوت ومكتبات السكان الفلسطينيين الذين نزحوا أو رُحلوا من بيوتهم في القدس الغربية خلال النكبة.
المقالة التي نشرها الباحث الإسرائيلي الهمت المخرج الإسرائيلي الهولندي بيني برونر المقيم في أمستردام لتسليط الضوء على سرقة الكتب العظمى كما يسميها. من بين هذه المجموعات الفريدة, المكتبة الخاصة لشخصيات ومثقفين فلسطينين مثل خليل السكاكيني، ومكتبة عائلة النشاشيبي في القدس.
يبلغ عدد الكتب وفقا للوثائق الرسمية 70,000 التي عرفت حتى الان، نصفها نُهبت من مكاتبات خاصة في القدس الغربية والنصف الآخر من مدن فلسطينية منها يافا وحيفا.
خلال التحضير للمشروع التقى برونر بنصر الدين النشاشيبي الذي كان في العشرينات من العمر آنذاك: "رأيت بأم عيني كيف سلب اليهود مكتبة بيتنا" يقول النشاشيبي.
يقول برونر أن سلب الكتب كان منهجيا ومخطط له. حتى أن موظفي المكتبة الوطنية الإسرائيلية تعاونوا وأحيانا نسّقوا مع قوات الجيش للاستيلاء على الكتب بمجرد أن أخلت قوات الجيش السكان بالقوة. مع ذلك يعتقد أنهم لم يقصدوا السرقة في البداية:
"اعتقد أن نية موظفي المكتبة وأساتذة الجامعة التي جمعوا هذه الكتب في ذلك الوقت كانت حسنة في البداية، أي أنهم كانوا يريدون حماية مكتبات فريدة من الحرب. لكن إذا دققت في الوثائق حول هذه الأملاك ترى أن موقفهم تغير وأصبحوا يعتبرونها جزء من أملاك مكتبة إسرائيل الوطنية مع مرور الوقت"
تمكن برونر من العثور على بعض الأشخاص الذين شاركوا في عملية الفهرسة. أحدهم عزيز شحادة، وهو محام فلسطيني من الناصرة، والذي عمل على فهرسة الكتب في عقد الستينيات.
الوثائق التي اطلعنا عليها تشير إلى 70,000 كتاب، لكن لدى المكتبة الوطنية 6,000 كتاب فقط. وهذا يثبت أن بقية الكتب تم طمرها في مجموعة أملاك المكتبة ومسحها من سجل "الأملاك المتروكة".
يردف برونر: بعض الكتب التي ارتؤا أنها ليس مناسبة للمكتبة قاموا ببيعها، منها كتب مدرسية باعوها للسكان العرب. تصور أن تبيع الكتب إلى المجموعة التي سرقتها منها. قابلنا برفسور من جامعة حيفا قام في الستينات بشراء كتب وجد فيها ملاحظات وإسم المالك الذي اتضح أنه صديقه الذي نزح إلى لبنان.