حين كنت طفلة، كنا نذهب أمي وأنا لزيارة قرية الفنانين «عين هود ». كان لدينا أصدقاء نسيت أسماءهم، ولكن جمال المكان ترك بي أثرا كبيرا. ذكرني بشمال كاليفورنيا، هناك ولدت وترعرعت إلى حين انتقالنا إلى إسرائيل، لحيّ عُمالي عادي في شمال تل أبيب.
معلومة واحدة بقيت في ذاكرتي: كان ممنوع على الولد الذي زرنا أهله تناول الحلويات في الأيام العادية )ليست أعياد(. في أيام السبت سمح لنا تناول الحلويات دون حدود. ولأن زيارتنا كانت في نهايات الأسبوع فقد ربحت أنا، أيضا، من الفوضى، وهكذا خرجت من هناك بشكل دائم مع أوجاع في البطن ورغبة في التقيؤ.
عين حوض، عين هود وعين حوض الجديدة، ثلاث قرى منفصلة في المكان والزمان، ولكن قصتها واحدة. في قرية الفنانين عين هود، والتي كانت بيوتها حتى 1948 بيوت قرية عين حوض، وكذلك في قرية عين حوض الجديدة المجاورة، تصطخب اليوم حياة كاملة. بالمقابل، القرية الفلسطينية عين حوض لربما ليست حية، ولكنها بالتأكيد لا زالت قائمة، ليس فقط لأن بقاياها لا زالت كما هي، ولكن لأن التطلعات الشخصية والسياسية للسكان الأصليين وأبنائهم الذين يبلغون اليوم حوالي 5000 شخص )قسم منهم يسكن في عين حوض الجديدة( لا زالت قائمة وحية، وأملهم في العودة لم ينتهِ.
-----------------------
هذه الجولة هي ضمن كتاب "حكاية بلد - دليل مسارات" الذي اصدرته جمعية زوخروت عام 2012
يمكن شراء الكتاب من خلال موقع دار نشر فرديس او من مكتب الجمعية (الدفع نقدي أو شيك).
سعر الكتاب: 50 شاقل.
لمزيد من التفاصيل يرجى التواصل مع debby@zochrot.org