تقرير: عمر الغباري
يوم الثلاثاء 9.4.2013 نظمت جمعية زوخروت، كما في كل سنة، فعالية في الذكرى السنوية لمجزرة دير ياسين. شملت الفعالية جولة في القرية التي هدمت إسرائيل معظم بيوتها، وبنت على أنقاضها حيّين يهوديين هما حيّ هار نوف وحيّ جبعات شاؤول ب، الذي يعتبر عملياً امتداداً لحيّ جبعات شاؤول أ الذي بني إلى جانب دير ياسين عام 1910. شارك بالفعالية 40 شخصاً، معظمهم إسرائيليون، واستمعوا إلى شرح عن تاريخ القرية، المجزرة، طرد السكان، هدم البيوت واستعمال ما تبقى منها.
السيد يوسف أسعد رضوان (أبو خالد)، لاجيء في عمان، ولد في دير ياسين عام 1938، شارك بالجولة وشرح للحاضرين عن قريته وطفولته، ثم توقفنا أمام بيته الذي ما زال موجوداً (في شارع كنفي نشريم، الذي كان الشارع الرئيس في دير ياسين) وتحدث بانفعال وشوق عن ذكرياته فيه وأخذ يقرأ ما كتب على حجر فوق مدخل بيته باللغة العربية: "بني سنة 1942". مقابل بيت أبو خالد تقع مدرسته، هناك تعلم صفوفه الأولى. ما زال مبنى المدرسة موجوداً ويستعمل اليوم كفرع لحركة دينية يهودية هي حركة "حباد".
أييلت أوفير، ابنة يهوشوع أوفير أحد عناصر منظمة الإيتسل، التي احتلت دير ياسين واقترفت المجزرة فيها، شاركت أيضاً في الجولة وتحدثت عن الحضور الدائم لقصة دير ياسين في بيت والدها وعن النقاشات التي سادت بالبيت بصدد دير ياسين. قالت إن والدها كان في وظيفة إدارية بالتنظيم وأنه دخل دير ياسين بعد إتمام احتلال القرية وطرد كل سكانها. كان يهوشوع أوفير قد ألف رواية ذكر في أحد فصولها احتلال دير ياسين. قرأت ابنته مقاطع منها. هو لا يعترف أن ما حصل هناك كان مجزرة ولكن الأحداث التي يستحضرها في كتابه تظهر بشاعة تقشعر منها الأبدان. فهو يذكر أن المهاجمين نهبوا القرية وجمعوا نقوداً وجواهر غنائم من دير ياسين ويقرّ بأنها جمعت من البيوت ومن الأسرى ومن جثث الموتى. ومن موضع آخر قرأت أييلت ما كتبه والدها أنه حين دخل القرية مع مجموعة من عناصر التنظيم، وكانت الشمس قد أشرقت، شاهدوا رجلاً يخرج من مكان يبدو كحظيرة، يلبس كوفية وجلبابه ملطخ بالدم، حبا على الأرض باتجاههم، يتكيء على يد واحدة واليد الأخرى ترفع راية بيضاء، كانت هي أيضاً ملطخة بالدم، كان واضحاً أن هذا الرجل جريح، ويحاول بما تبقى لديه من قوة أن يحبو نحو القادة اليهود. صوت إطلاق نار سمع من قريب. رمى الجريح قطعة القماش من يده، وارتمى أرضاً. ذهل موشِه ونظر خلفه فرأى أحد العناصر يحمل رشاشه وما زال يخرج منه دخان. صرخ غاضباً: لماذا؟ فرد عليه من أطلق النار سريعاً (بآية من التوراة): لا تُبقِ نفساً حيّة.
إيتمار شبيرا، تحدث خلال الجولة عن تجربة مرّ بها تتعلق أيضاً بدير ياسين. كان إيتمار مرشد مجموعات في متحف الكارثة اليهودية " يد وشم" في القدس. هذا المتحف يقع مقابل دير ياسين. قبل عدة سنوات قرر، بعد أن استوعب ممارسات الصهيونية في البلاد، قرر أن يحكي للمجموعات التي يرشدها في "يد وشم" عن مجزرة دير ياسين أيضاً. بعد أن وصلت معلومات لإدارة المتحف عن الموضوع قاموا بطرده من عمله.
بالمقابل للجولة وللكلمات المؤثرة التي ألقاها المشاركون بإحياء ذكرى ضحايا المجزرة، تجمع عدد من اليهود اليمينيين وقاموا بالصراخ والسبّ على مجموعتنا والتهجم عليها بشكل عنصري فظ. من ضمن ما صاحوا به هو الدعاء بأن تحل علينا نكبة أخرى، ودعوا لنا بالموت. ومن أبشع ما فعلوه، كان عند قراءتنا لأسماء الضحايا، أن صاحوا بصوت عالٍ كالجوقة بعد كل اسم، صاحوا بدعاء "ليُمحَ اسمه".
رجال الشرطة الذين كانوا متواجدين بالمكان أبعدوا هؤلاء العنصريين قليلاً عن الفعالية ولكنهم بقوا بالمنطقة يشتمون ويهددون بالقتل وبنكبة أخرى على مسمع الشرطة التي لم تفعل شيئاً لوقف التهديدات أو اعتقال من قاموا بذلك.
هذا شريط مصور عن الفعالية، إنتاج التلفزيون الاجتماعي الإسرائيلي (عبري)
هذه صور من الفعالية، تصوير نير ألون، من شبكة Demotix
هذا تقرير عن الحدث في الموقع الإخباري الإسرائيلي اليميني " قناة 7 " (عبري)