تقع قرية دير أبان المهجرة شرقي شارع رقم 3855، قرب وتحت موشاڤ مَحسياه الواقع شرقيّ مدينة بيت شيمش الإسرائيليّة. إن من أنشأ موشاڤ مَحسياه دفن تحته حيّ الباطن، أحد أحياء القرية الفلسطينية، وما كان فيه من منازل ومقبرة ومقام أبو حسن والمدرسة وخزّان الماء وشبكة الحنفيات التي أنشئت في سنوات الثلاثين من القرن الماضي. أما مركز القرية وغالبية منازلها فتتناثر أطلالها جنوبي محسياه. بعد حوالي 200 متر من المدخل الرئيسيّ ينبغي التوجه يمينًا ثم مرة أخرى يمينًا بعد 400 متر والدخول في طريق ترابيّ باتجاه منطقة خضراء مفتوحة. في بداية الطريق الترابي هناك لافتة بالعبرية كتب عليها "דרך ארץ" (ديرِخ إيرِتس) وهو اسم حديقة للأفراح والأعراس أقيمت بين أطلال القرية الفلسطينية وتستعمل أحد منازل اللاجئين كغرفة اختلاء للعروسين بعد إتمام الطقس الدينيّ وقبل الحفلة كما هو متبع في الدين اليهودي. اسم الحديقة له معنى مزدوج بالعبريّة: معنى حرفيّ وهو طريق البلاد ومجازيّ وهو اللطف والأدب. من بداية الطريق الترابيّ وعلى جهة اليسار (الشرق) تربض هضيبات كثيرة ومنفصلة من الحجارة على التلّ المحاذي للطريق. هذا هو ركام البيوت الفلسطينية. كل هضيبة هي بيت. وعلى الجهة المقابلة كانت سهول القرية وبيادرها تمتد حتى وادي أبو خشبة المحاذي للشارع الرئيسيّ. مع التقدم في الطريق جنوبًا وقبل الوصول إلى "حديقة الأفراح" يظهر من جهة اليسار حائط أحد البيوت المدمرة، على جزئه العلوي آثار قوس كان من سطح البيت، وقبله مغارة كانت تستعمل مخزنًا للبيت نفسه. هذا هو بيت عبد الحفيظ علي دعامسة والذي قتله قناص إسرائيليّ أمام بيته هذا عام 1948. جاء إطلاق النار من التلّ المقابل للبيت من الغرب وقد بني عليه مؤخرًا حيّ من أحياء مدينة بيت شيمش. بينما تسكن عائلة دعامسة في مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم. المسير قدمًا في الطريق يوصلنا بعد حوالي 200 متر إلى "حديقة الأفراح" التي تتوسط موقعًا لا تصدر منه أيّة ملامح فرح بل شواهد أحزان ومأساة النكبة. بعد الحديقة مباشرة هناك ثلاث تفرعات. الطريق الوسطى تأخذنا إلى مركز دير أبان ومقبرتها الواقعة على بعد كيلومترين تقريبًا عن تلك النقطة. الطريق التي تمتد بين تلّتين من تلال القرية تبدو وكأنها في واد، حولها حقول مدرّجة وأشجار خروب وبعض أشجار اللوز والصبار والرمان والزيتون ونباتات طبيعية أخرى وتصل إلى الطرف السفلي للمقبرة، من جهة الشمال، حيث ما زال يقف خاويًا منزل محمد سالم ربّاع، المبنيّ من حجر. المقبرة منتهكة وقبورها مهدومة وفي الكثير منها يمكن رؤية عظام الموتى. للوصول إلى حيّ القاطع كان يمكن اتخاذ الطريق المتفرعة يمينًا بعد 100 متر بعد حديقة الأفراح، أو اتخاذ نفس الطريق يسارًا، بعد العودة من المقبرة باتجاه مدخل القرية. هذا الطريق إلى حيّ القاطع يحيط عمليًّا بحديقة الأفراح من الخلف. في تلك المنطقة الكثير من أطلال المنازل المدمّرة وآبار المياه والمغر والحواكير.
موقع دير أبان، بأغلبه، يقع اليوم داخل حرش كبير تابع للصندوق القومي اليهودي (كيرن كييمت) ويسمى متنزه استقلال الولايات المتحدة الأمريكيّة. هذا الحرش المزروع بأغلبه أشجار صنوبر كولونياليّة جاثم على العديد من القرى الفلسطينية في تلك المنطقة، ومنها بالإضافة إلى دير أبان، جرش، السفلى، دير الهوا، بيت عطاب، علار، حربة التنور، وكذلك أراض زراعية من قرى أخرى.
شارك في الجولة التي تمت في 26.12.2015 حوالي 60 شخصًا أغلبهم من الإسرائيليين. خلال الجولة وزعنا الكتيب "ذاكرات دير أبان" الذي أصدرناه خصّيصًا لهذه المناسبة وزرعنا لافتات تشرح عن تاريخ القرية وتشير إلى المقبرة وتحمل اسم دير أبان الذي محته السلطات الإسرائيلية من الخرائط ومن الحيّز. اختتمت الجولة التعليمية حول بئر من آبار القرية وهناك تداول المشاركون/ات دروسًا عن النكبة والعودة وآثارهما، ثم اقترحوا مبادرة لإصلاح القبور وإعادة تغطية العظام المكشوفة.
بعد ثلاثة أسابيع من هذه الجولة، نظّمت جولة أخرى في 16.1.2016 بالتعاون بين جمعية زوخروت وجمعية فلسطينيات، شارك فيها حوالي 70 شخصًا أغلبهم فلسطينيون من الجليل والقدس وقاموا بعد جولة تعليميّة بعمل رمزيّ في المقبرة إكرامًا للموتى الفلسطينيين.
-------------
لمعلومات عن قرية دير آبان ولتحميل كتيّب "ذاكرات دير آبان" اضغط/ي هنا