بدأنا مسار الجولة من بيت المختار عبد الله سلمان الذي أكمل بناء منزله عام 1948 ولكن احتلال قريته في تموز من عام النكبة منعه من السكن فيه. يستعمل الإسرائيليون بيت المختار كمركز شرطة مدينة طيرة هكرمل ويقع البيت اليوم في شارع هبلماح 2 ويتقاطع مع شارع لنيادو 1.
سرنا في شارع لنيادو باتجاه الشرق، وهو شارع قصير، مررنا عن حديقة عامة على يسارنا اسمها "حديقة الشروق" واستمررنا حتى نهاية الشارع. أمامنا شرقاً تيدأ منطقة طبيعية توصل طرقاتها إلى عراق الشيخ، حيث توجد المغارة التي اختبأ فيها مئات العائلات الفلسطينية احتماء من قصف الإسرائيليين قبيل احتلال الطيرة وطرد سكانها. اليوم تسمى هذه المنطقة "متنزه مونهايم" على اسم المدينة الألمانية التي وقعت اتفاقية توأمة مع مدينة طيرة هكرمل الإسرائيلية. انعطفنا مع الشارع يساراً، هناك تل صغير، هو تل القف، وعلى قمته مبنى مهجور له عنوان لنيادو 12. كان هذا أحد مباني مدرسة الطيرة للبنين حتى 1948 وفيه تعلمت الصفوف الدنيا. على المبنى لافتة إسرائيلية تعلن عن خطة لبناء فندق على التل، مما يعني أن المسهد الذي وصفناه سوف يتغير. قبل الصعود إلى التل واصلنا السير يساراً باتجاه المدرسة الإسرائيلية "شيفمان" لنلقي نظرة على مبناها المركزي ذي الأقواس الذي كان مدرسة طيرة حيفا الفلسطينية حتى بداية النكبة. من يمكنه دخول المدرسة يمكن أن يرى لافتة باللغة العربية ما زالت موجودة فوق مدخل المبنى. عدنا إلى تل القف وصعدنا إلى قمته حيث المبنى المهجور، هناك غرسنا لافتة كتب عليها " طيرة حيفا – مدرسة الصفوف الدنيا". على التل المقابل من جهة الشمال رأينا أطراف حي دانيا التابع حالياً لمدينة حيفا والذي بني على أراضي الطيرة المسماة بالمرقصة. من المرقصة كان يقصف الإسرائيليون قرية الطيرة. بين تل القف وتل المرقصة وادٍ يصل شرقاً (أي باتجاه اليمين إذا نظرنا من موقعنا نحو المرقصة / دانيا) إلى عين البلد. ويسمى الطريق المحاذي للوادي طريق العين. حسين قصيني، أبو نزار الذي رافقنا بالجولة مع عدد من لاجئي الطيرة، قال إن البيت الذي ولد فيه ما زال موجوداً مهجوراً على طريق العين. على سفح التل المقابل، بين الوادي والمرقصة، كانت تعيش حتى 1948 عائلة الباش. لم يبق من حيّهم سوى أطلال منازل وأشجار صبار ونخلة وأشواك كثيرة.
على سفح تل القف، وعلى بعد حوالي 100 متر من مبنى المدرسة المهجور باتجاه الشمال الشرقي وصلنا أطلال منزل عائلة اللّبني.
عدنا إلى شارع لنيادو، سرنا عائدين غرباً، توجهنا يميناً إلى شارع "هزايت" (الزيتون)، ثم يساراً إلى شارع "هديكل" (النخل) وفي نهايته توجهنا يميناً إلى شارع "هبلماح". منزل رقم 12 من شارع هبلماح يبدو اليوم كنيساً واسمه "إم هبنيم" (أم الأبناء)، في الواقع هذا هو مسجد من مساجد الطيرة، قام الإسرائيليون بتوسيعه وتحويله بعد الاحتلال إلى كنيس. على الجهة المقابلة من الشارع، ببداية شارع "هعتسمئوت" (الاستقلال)، يقف مبنى من طابق واحد يختلف عن المباني الحديثة من حوله، حيث كان بهذا المبنى حتى النكبة مطاعم ومقاه بمركز البلدة الفلسطينية. يستعمل المبنى حالياً لعدة أهداف منها منجرة ومنها مصلّى للنساء تابع للكنيس في المسجد القريب.
واصلنا السير قليلاً باتجاه الشمال في شارع هبلماح، ثم انعطفنا إلى شارع "هحروب" (الخروب). بعد حوالي 100 متر وصلنا إلى حديقة عامة على يمين الشارع. هنا هدم الإسرائيليون مسجد الطيرة القديم ومنازلها الأثرية والساحة المركزية التي كان اسمها المنزول. هنا في المنزول جمّع واحتجز الإسرائيليون في تموز 1948 المئات من أهالي الطيرة، خاصة أولئك الذين كانوا محتمين بعراق الشيخ، جمّعوهم لعدة أيام ثمّ أحضروا الحافلات ورحّلوهم إلى منطقة جنين التي كانت حينها تحت السيطرة الأردنية.
سرنا في شارع هحروب حتى منزل رقم 32. على طول هذا الشارع ومن جهتيه كانت بيوت لأهالي الطيرة. على يسارنا (جهة الشَّمال) وعلى سفح الجبل سكنت عائلة حجير. قام تنظيم الإرجون (إيتسل) في 1948 بتفجير أحد منازل العائلة وقتل 13 شخصاً من شيوخ وأطفال ونساء ورجال وهم نيام. هدمت دولة إسرائيل كل المنازل التي كانت على سفح التل ولم نر منها سوى أطلال وصبار وقبر الشيخ خليل، مقام حجري قديم مع قبة صغيرة. عند بيت رقم 32 في شارع هحروب وصلنا إلى مقبرة الطيرة المركزية. قال أبو نزار: كان في الطيرة خمس أو ست مقابر، هدمتها إسرائيل كلها سوى هذه المقبرة. وضعنا في المكان لافتة كتب عليها " مقبرة الطيرة / حيفا". كان حول المقبرة من كل الجهات أحياء سكنية فلسطينية. يذكر أن إسرائيل هدمت بيوت الطيرة بشكل تدريجي، حيث قامت بعد النكبة مباشرة بتوطين عائلات يهودية داخل بيوت اللاجئين الفلسطينيين، وفي سنوات الخمسين من القرن الماضي بدأت ببناء عمارات سكنية نقلت إليها العائلات اليهودية تدريجياً، وهدمت البيوت الفلسطينية التي أفرغت. وقد استمرت هذه العملية حتى سنوات السبعين، ولم يتبقّ من البيوت الفلسطينية سوى عدة بيوت يستعملها الإسرائيليون. بعد المقبرة من الجهة الشرقية كان للقرية بركة ماء للريّ وحنفيات ماء للشرب كانت موصولة بمواسير حتى العين ضمن مشروع لإيصال المياه إلى القرية. شاركت بالجولة كاريمان الفار، شابة فلسطينية تعيش حالياً مع أسرتها في السويد، هجّر أهلها من الطيرة، وكانت هذه أول مرة تزور فيها قريتها، وقد ذكرت أن أكثر ما تحدث عنه أهلها وطلبوا منها زيارته هو موقع حنفيات الماء والبركة. وصلت كاريمان الموقع ولكنها لم تر البركة أو الحنفيات لأن الإسرائيليين هدموها ويقومون في هذه الأيام ببناء عمارة سكنية مكانها.
انتهى هنا مسار الجولة التي نظمتها زوخروت (ذاكرات) يوم الجمعة 29.6.2012 بمشاركة 40 شخصاً وشملت شرحاً عن تاريخ القرية ونكبتها بمشاركة لاجئين من الطيرة، ومحادثة عن العودة، وتوزيع الكتيب "ذاكرات الطيرة / حيفا" الذي أصدرناه خصيصاً بمناسبة الجولة.
عند خروجنا بالحافلة من الطيرة، رأينا بعض المنازل الفلسطينية ومررنا قرب مدرسة البنات التي تقع اليوم في شارع هرتسل رقم 32.
بيت مختار الطيرة / בית המוח'תאר
פארק מונהיים / متنزه مونهايم
جولة في طيرة حيفا / סיור בכפר אלטירה (חיפה)
جولة في طيرة حيفا / סיור בכפר אלטירה (חיפה)
סיור באלטירה / חיפא
مقاهي الطيرة / בתי קפה ומסעדות בטירה
جولة في طيرة حيفا / סיור בכפר אלטירה (חיפה)
مخطط الطيرة / מפה מהזיכרון - אלטירה ב 1948
جولة في طيرة حيفا / סיור בכפר אלטירה (חיפה)