لم تكن الجولة في معلول مجرد جولة تعليمية عن النكبة أو زيارة لأطلال بيوتها المدمرة، وإنما كانت أيضاً عودة إلى المستقبل. ففي ساحة الكنيسة الكاثوليكية قامت مجموعة من شباب معلول بعرض خريطة تبين معلول كما يرونها بعد عودة لاجئيها إليها. استندت خريطة المستقبل كما رسمها شباب معلول على خريطة بريطانية للقرية قبل النكبة. يريد شباب معلول، كما رسموا على الخريطة، بناء قريتهم المهدمة من جديد واستعادة طابعها القروي الفلسطيني وإعادة البيوت إلى أصحابها، وبالإضافة إلى ذلك يخططون بناء أحياء سكنية جديدة على التل المقابل لاستيعاب كل لاجئي معلول الذين أصبح عددهم حوالي 7000 شخص، ولم ينسوا الإشارة إلى ضرورة بناء منشآت تربوية واجتماعية ورياضية وصناعية. هذه الخريطة والأفكار التي عرضها شباب معلول كانت نتاج ورشة عمل " تخطيط العودة" بإدارة زوخروت.
كانت هذه هي المحطة الأخيرة بالجولة التي أردنا أن نتعلم من خلالها عن نكبة معلول وتاريخها، وكانت هي المحطة الأولى في جولة متخيَّلة، أو ربما حقيقية، نحو المستقبل.
شارك حوالي 130 شخصاً في هذه الجولة بقرية معلول المهجرة الواقعة في الجليل الأسفل. كان معظم المشاركين من أهالي القرية التي احتلتها إسرائيل في تموز 1948 ولجأ معظمهم إلى يافة الناصرة ومدينة الناصرة المجاورتين وما زالوا هناك منتظرين عودتهم إلى معلول. خلال الجولة سمع المشاركون شرحاً من اللاجئين كبار السن عن معلول قبل ومنذ النكبة، وسمعوا من أحفادهم عن معلول بعد العودة.
بدأت الجولة قرب عين البلد. ليس بعيداً عن الشارع الرئيسي الواصل بين حيفا والناصرة. معلول اليوم أصبحت جزءاً من غابة "كفار هحورش" التابعة للصندوق القومي اليهودي "قيرن قييمت". صعدنا باتجاه الشرق بطريق ترابي إلى مركز القرية. بمنتصف الطريق استقبلتنا أكوام من الحجارة رابضة بين أشجار الـ"قيرن قييمت". تلك هي حجارة بيوت معلول التي هدمها الاحتلال مباشرة بعد طرد أصحابها قبل 64 سنة. ببداية المنطقة السكنية غرسنا لافتة عليها اسم معلول. على يسارنا تقع المقبرة الإسلامية. منطقة مفتوحة لكل متجول. جلست وردة علي الصالح دقائق طويلة تبكي عند قبر شقيقها. ليس بعيداً عن المقبرة الإسلامية تقع المقبرة المسيحية. منطقة مغلقة والدخول إليها ممنوع لوجودها داخل معسكر للجيش الإسرائيلي. معسكر ملاصق لبيوت معلول المهدمة. أهالي معلول لا يمكنهم زيارة قبور أعزائهم في المقبرة المسيحية. وقفت سلوى قبطي تبكي وتصرخ لعدم استطاعتها زيارة قبر والدها، سالم فارس، الذي ابتلعه المعسكر. استشهد سالم فارس عام 1948 عندما أطلق مسلحون يهود النار على الباص الفلسطيني الذي استقله من حيفا إلى الناصرة. هنا غرسنا لافتة تشير إلى وجود مقبرة وراء سياج المعسكر.
ما زالت البيوت المكوّمة ترافقنا خلال صعودنا في الطريق المركزي داخل القرية. بعد المقبرتين ومن جهة اليمين يقف مسجد معلول. مبنى مكعب تهدمت بعض أجزائه. وضعنا قربه لافتة "مسجد" وسمعنا من رئيس لجنة إحياء تراث معلول عن نضال الأهالي أمام السلطات لترميمه، إلا أنها ما زالت تمنعهم من الاقتراب من مسجدهم واستعماله. على قمة التل تقف كنيستان. كنيسة الروم التي تبدو مهملة، وكنيسة الكاثوليك التي نجح أهالي معلول باستصدار تصريح لترميمها عام 2006 بعد سنوات طويلة من الإهمال والانتهاك. منذ ذلك الحين يسمح الجيش لأهالي معلول بفتح كنيستهم والصلاة فيها مرة واحدة بالسنة وذلك بعيد الفصح.
استضاف أهالي معلول الضيوف الذين شاركوا بالجولة في ساحة الكنيسة، وقام أكبر أهالي معلول سناً، أبو سابا، بإضافة معلومات عن القرية وعن تهجير أهلها: " كان لليهود نقطة عسكرية على رأس الجبل المقابل للبلد. من هناك أطلقوا علينا النار. قتلوا عدداً من أهل البلد. لم يكن عندنا سلاح. جاء بعض جنود جيش الإنقاذ ولكنهم لم يساعدونا بشيء. تركنا البلد بسبب الخوف. من الجبل كان اليهود مسيطرين على البلد. كان بإمكانهم قنص كل واحد يمشي بالبلد.خفنا نمشي من بيت لبيت أو نوصل العين حتى نحضر ماء. صرنا نتحرك فقط بالليل حتى لا يرانا اليهود. صارت الحياة بالبلد مستحيلة. طلعنا. قسم من الناس راحت تسكن عند أقاربها ومعارفها بالقرى المجاورة. اعتقدنا أننا سنرجع بعد أسبوع أو اثنين لما تنتهي الحرب. لكنهم فوراً هدموا البيوت.عندها فهمت أنه لم تكن عندهم نيّة لترجيعنا لبلدنا".
بعد نهاية قصة الماضي، بدأ شباب معلول بسرد قصة المستقبل، وعرضوا أفكارهم عن كيفية العودة إلى معلول.
لقراءة كتيب "ذاكرات معلول" اضغط/ي هنا
معلول بعد العوده / מעלול אחרי השיבה
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול
شباب معلول / צעירות וצעירים מהכפר מעלול
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול
جولة في قرية معلول / סיור בכפר הפלסטיני מעלול