ذاكرات - جولة في كويكات

جولة في كويكات - تقرير كانت كويكات قرية في منطقة عكا، شرقيّ الجليل الغربي. اليوم تعتبر موقعًا أثريًا ربّما يعود تاريخه حتى العهد الكنعاني. كويكات هي إحدى القرى العديدة في المنطقة، التي تمّ إجبار سكانها على مغادرتها في النكبة، قسم منهم إلى قريتي كفر ياسيف وأبو سنان المجاورتين، و

06/09/2008

كانت كويكات قرية في منطقة عكا، شرقيّ الجليل الغربي. اليوم تعتبر موقعًا أثريًا ربّما يعود تاريخه حتى العهد الكنعاني. كويكات هي إحدى القرى العديدة في المنطقة، التي تمّ إجبار سكانها على مغادرتها في النكبة، قسم منهم إلى قريتي كفر ياسيف وأبو سنان المجاورتين، ومعظمهم إلى لبنان.
شارك سكان القرية في ثورات فلسطين ومعاركها إلى أن تمّ احتلالها في حزيران 1948 في المرحلة الأولى من عملية "ديكل". اليوم بقيت بيوت معدودة فقط من القرية، ولا تزال أشجار زيتونها الرائعة عميقة ضاربة الجذور بين بيوت المستوطنين على أنقاضها، جاعلة إيانا نتذكّر عهدًا آخر..
في كانون الثاني 1949 أقيم على أرض القرية كيبوتس هبونيم، ومع مرور الوقت تغيّر اسمه إلى "بيت هعيمق". شارك عدد قليل من سكان الكيبوتس في جولة زوخروت. كان بينهم مهاجرون جدد من بريطانيا، هنغاريا وهولندا.
يوم السبت، 6 أيلول 2008، أجرت ذاكرات جولة في منطقة القرية بمشاركة نحو 70 شخصًا. رافقنا المهجّر رفيق نصرة، أبو حاتم، من مواليد 1935، وعدد من مهجّري الجيل الثاني. وضعنا لافتات لذكرى القرية ووزّعنا كتيّب "ذاكرات كويكات" الذي أصدرناه خصيصًا لهذا النشاط. يروي الكتيّب قصة القرية ويتضمّن مقابلات مع اللاجئين.

كانت المحطة الأولى قرب مقبرة القرية، قريبًا من بيت أبو حاتم. هناك سمعنا منه قصة القرية ووضعنا إلى جانب المقبرة لافتة تذكّر بالموقع. واصلنا طريقنا إلى داخل الكيبوتس، سرنا بين بيوت الكيبوتس حيث كانت أشجار الزيتون الكثيرة تحيطنا. بعضها يصل عمره إلى مئات السنين. توقفنا داخل الكيبوتس محاطين بعدد من بيوت القرية. هناك استمعنا إلى مطلق نصرة، ابن المهجّر قاسم نصرة، الذي روى لنا مسيرة أهله بعد طردهم من القرية.

واصلنا الطريق وتوقفنا قرب بيت كبير، استخدموه بعد التهجير كمتحف للكيبوتس. هناك سمعنا قصة بيت هعيمق من جودي بن عيت، التي هاجرت إلى الكيبوتس مع عائلتها في السبعينيات. ساعدت جودي ذاكرات في تنظيم الجولة وأتاحت لنا إمكانية الدخول الآمن إلى المكان. رغم أنّ عددًا من أعضاء الكيبوتس عارضوا الجولة.

في النهاية وصلنا إلى بركة الكيبوتس، حيث يقع بجانبها بيت كبير وجميل يستخدم اليوم ناديًا للكيبوتس، لكنه كان قبل ستين عامًا مدرسة لأطفال كويكات. هناك واصل رفيق نصرة سرد قصصه الآسرة عن القرية وعن طفولته.
وضعنا إلى جانب المدرسة لافتة تذكر بوجودها، لكن بعد ذلك بدقائق جاء أحد شبان الكيبوتس وهدّد باقتلاعها بعد مغادرتنا. ثمّ حدّق في عينيّ أحد مهجّري القرية وقال: "هذه ليست مدرسة كويكات، بل حانة بيت هعيمق".