إسمي يوآف، ولدت في شارع رينس زاوية فيشمان – تل أبيب عام 1949. أمّي ولدت في البلاد ووالدي هاجر مع أهله عام 1930 حين كان في السادسة من لوبلين. هذه السنة، في تشرين الأول 2009، سأبلغ الستين من العمر. أهلي في الخامسة والثمانين لا زالا يعيشان في تل أبيب.
أمس السبت، خرجت مع جمعية زوخروت - ذاكرات إلى سمسم، في جولة على أنقاض القرية التي خربت في أيار 1948. هكذا اعتدت سماع قصص التاريخ، "خربت". يبدو أن هناك اعضاء قدامى في "لواء النقب" رووا قصصًا عن البطولة و"إنقاذ الأراضي". التقينا في الجولة رمضان فرج الله، 77 عامًا، والذي كان فتى في السادسة عشرة حين هاجم قريته اليهود من "لواء النقب" في "بلماح". سمعنا منه كيف أنّه كان هو وأصدقاؤه حتى ذلك اليوم، 13 أيار 1948، لا يزالون يلعبون تحت أشجار الجميز بين مئات بيوت القرية. كان يعيش في سمسم 1500 فلسطيني، في مركزها جامع، آبار وقنوات ماء للبقر والماشية، أقبية تخزين للغلال. تحدث عن الطرق الترابية التي قادت إلى القرى المحيطة، ومنها قرية دمرة، وعبر نهر الحسي الذي كان يجري هادرًا في الشتاء، اضطر للمغادرة مع هرب عائلته عام 48.
قبل أربعين عامًا كنت في إطار خدمتي في وحدة "ناحال" العسكرية مع زملائي في كيبوتس إيرز، على بعد 4 كم من سمسم، قرب منحدر مجرى نهر الحسي إياه. كانت مفاهيمي حينذاك مختلفة، اعتقدت أن قرية دمرة التي يقوم الكيبوتس عليها "خربت" هي الأخرى عام 1948 وتمّ "إنقاذ" أراضيها وقمنا بالعمل في الزراعة كواحدة من قيم "العمل العبري". كان كل شيء مفهومًا ضمنًا، كانت المفاهيم مقبولة وانتهى الأمر.
جمعية ذاكرات التي تأخذني في جولاتها في السنوات الأخيرة، تأخذني إلى القرى.
لكن ليس هناك قرى، وهي لم "تخرب" وسكانها لم يغادروا.
جمعية ذاكرات تنجح في ربطنا بشكل مباشر بأشخاص، مثل رمضان فرج الله، ولدوا وقضوا فترة قصيرة من حياتهم قبل أن يتحولوا إلى لاجئين، في قرى كانت لا تزال بيوتها واقفة وتعجّ بالحياة بين آبار الماء وتنعم بالحياة الاقتصادية وبالزراعة. رمضان روى كيف زرعوا في حقول سمسم القمح، الشعير، الذرة الحمص والكثير من السمسم وهكذا حملت القرية اسمها.
هذه السنة سيكون عمري 60 والدولة 61 عامًا. نحن مع الاستقلال والانبعاث والفلسطينيون مع مأساتهم: النكبة، الطرد واللجوء. نحن مع الجيش الإسرائيلي المدافع الذي جاء بعد منظمات عام 1948: هاغاناه، بلماح، إيتسل وليحي المحرِّرة وهم مع حركات مقاومة الاحتلال، التي يُحظر لدينا تسميتها سوى بمخرّبين من منظّمات الإرهاب.
بواسطة جمعية ذاكرات (زوخروت) نرى ونسمع أن القرية لم تخرب، بل خرّبوها؛ لم يتم إنقاذ الأرض والعمل العبري هو قيمة بالنسبة لنا فقط لكنها منعت العرب من كسب الرزق.
أسافر مع زوخروت حتى أتمكّن من التأثير على عدد من أصدقائي لمحاولة التغلب على الخوف من اللاجئين الفلسطينيين. لربّما نتمكن أكثر من معارضة العنف الموجه ضدّهم، لربما نتمكن من طلب الاعتذار ونتمكّن من الأمل في أن يغفروا.
أخرج في الجولات مع ذاكرات حتى أقبل الحقّ الذي ينعكس من كل قرية بعودة أصحابها، سكانها أبناء هذه البلاد. مثلنا نحن، أبناء البلاد، لن نضطرّ أن نكون أعداء، عربًا ويهود، لأنّهم لن يجبرونا على هذا بعد.
حاليًا، هناك قلة من أصدقائي فقط، مستعدّون للإصغاء.
هرتسليا، 29.3.08
Simsim Tour 2009 (2)
Simsim Tour 2009 (5)
Simsim Tour 2009 (3)
Simsim Tour 2009 (7)
Simsim Tour 2009 (6)
Simsim Tour 2009 (4)
Simsim Tour 2009