ذاكرات - جولة في البروة

جولة في البروة - تقرير كل مباني القرية مهدومة، سوى بناية المدرسة التي تقف داخل مستوطنة أحيهود مغلقة ومهملة. أما بيوت الأهالي، حوالي 300، والجامع والكنيسة فقد اختفت "كأنما بلعتها الأرض".

02/07/2011

يوم السبت 2.7.2011 نظمت جمعية زوخروت جولة مفتوحة للجمهور في قرية البروة المهجرة الواقعة في الجليل. شارك بالجولة أكثر من 100 شخص، إسرائيليون وأجانب (من خارج البلاد) وفلسطينيون (من داخل البلاد) أغلبهم مهجرون من البروة يسكنون حالياً في قرية الجديدة القريبة من البروة. كان عدد سكان البروة عام 1948 حوالي 1700 شخصاً وفيها ولد الشاعر المعروف محمود درويش.
بدأ المسار في منطقة صناعية حديثة، اسمها بار – لب، بنيت على أراضي لاجئي البروة، وتقع على الطرف الشمالي الشرقي للقرية. كان المدخل الرئيسي للبروة يقع بالجهة الغربية، واليوم هو المدخل الرئيسي للمستوطنة اليهودية أحيهود. هذه قرية تعاونية سكانها يهود يمنيون متدينون، يغلقون مدخل قريتهم، مدخل البروة المهدمة، بواسطة بوابة كهربائية متى يشاؤون، وخاصة أيام السبت.
الأرض التي مرت بها الجولة من المنطقة الصناعية المذكورة أعلاه حتى مقبرة القرية تسمى المراح، منطقة سهلية كانت تستخدم مرعى لقطعان الغنم والبقر التي ملكها سكان البروة الفلسطينيون قبل النكبة. اليوم يستعمل هذا المكان أيضاً كمرعى لأبقار المستوطنين الجدد في أحيهود التي أقيمت عام 1950. كذلك أقيم كيبوتس يسعور على أراضي البروة عام 1949. كان لأهل البروة حوالي 14 ألف دونم من الأرض قبل احتلالها في صيف 1948.
كل مباني القرية مهدومة، سوى بناية المدرسة التي تقف داخل المستوطنة مغلقة ومهملة. أما بيوت الأهالي، حوالي 300، والجامع والكنيسة فقد اختفت "كأنما بلعتها الأرض". نجح مهجرو البروة الذين بقوا داخل حدود دولة إسرائيل، بعد نضال قضائي، بالحصول على تصريح بتسييج المقبرتين، الإسلامية والمسيحية، وصيانتهما.
شرح لاجئو القرية عن حياتهم في القرية قبل تهجيرهم، واستضاف أبو فهيم المجموعة في بيته المهدوم. وصف البيت والحديقة وأظهر المفتاح الذي أغلق به باب الدار عندما خرجوا منها آخر مرة قبل 63 سنة. كل اللاجئين الذين تحدثوا بالجولة: أبو فهيم وأم غازي وأبو غسان، وكذلك محمد كيال وأمثاله أبناء وبنات الجيل الثاني من اللاجئين، كلهم أكدوا على رغبتهم بالعودة والسكن على أرضهم.
استمرت الجولة حوالي ساعتين ونصف، وقام المشاركون خلالها بنصب لافتات تذكر بما كان هنا: البروة ومسجدها وكنيستها وبيوتها وزراعتها وحضارتها.