أرشد الجولة يوآب بار الذي سرد تاريخ حيفا وشرح عن المواقع التي مرّت بها الجولة، ثم تحدث المهندس وليد كركبي – رئيس طاقم حفظ المباني في بلدية حيفا – عن الهدم الممنهج الذي اتبعته السلطات الإسرائيلية في مدينة حيفا الفلسطينينة وعن المحاولات الحالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مبان والمحافظة عليها. السيدة جانيت مطر، ولدت في حيفا قبل 74 سنة وبقيت فيها، تحدثت عن ذكرياتها في المدينة قبل النكبة وعن طرد الغالبية الساحقة من سكان حيفا الفلسطينيين.
بدأت الجولة في ساحة الحناطير (ساحة خمرة) التي كانت محطة مركزية للأسواق والمواصلات، " هنا كان سوق الشوام وهناك كانت السيارات تأخذك إلى بيروت" كما قالت جانيت مطر. اليوم يسمّى المكان ساحة باريس. قرب ساحة الحناطير كانت حارة الكنايس، علقنا لافتة للتذكير باسم الحارة الأصلي، ثم مررنا عن الأطلال القليلة الباقية من سور حيفا الذي بناه ظاهر العمر. بعد ذلك توقفنا عند جامع الجرينة الذي قصف عام 1948 وهدمت مئذنته، ثم الجامع الصغير فجامع الاستقلال وعامود فيصل ومقبرة الاستقلال، وفي النهاية دخلنا كنيسة القديسة مريم التي أغلقت هي الأخرى بعد النكبة لسنين طويلة، وأعيد فتحها فيما بعد. بعد احتلالها، قامت السلطات الإسرائيلية بعبرنة كل أسماء شوارع حيفا تقريباً، وللتنويه لهذه الظاهرة لمحو هوية حيفا العربية، قمنا بتعليق لافتة في أحد شوارع وادي الصليب، مع الاسم الأصلي للشارع كيفما كان قبل النكبة: شارع العراق.
-------
تصوير: ماتي ميلشطين