" ولدت ببلدنا بالرويس، قالوا لي اني انولدت سنة 1924. الحياة بالرويس كانت منيحة، كانت الناس تفلح وتحصد وتدرس بالبيادر وتتبّن. كانت حياة فلاحين. لكن أنا ما كنتش أروح على الأرض، نسوان البلد كانت تشتغل لكن أنا كنت مدللة عند أهلي ومدللة عند جوزي. أنا تجوزت بالرويس.
دارنا كانت حد الجامع، اليوم البيت مهدود، ممكن اعرف محله بالتقريب. أبوي كان ساكن بحيفا ويشتغل هناك، فأنا كبرت بحيفا، وتجوزت في الرويس وكان عمري 15 سنة. بيت جوزي كان كبير، عنده بيت وجنبه مضافة، البيت من أربع قناطر والاوضة 6 متر بـ 6 متر، قدامها ساحة كبيرة وعليها بوابة. البيت مبني من حجر يابس، كان عمري لما تجوزت 15 سنة، كان عندنا بير جنب البيت، وكانت عين للبلد عند البيادر، بس ما كنا نحتاجها، كنا نستعمل الميّ من البير جنب الدار.
طلعنا بالـ 48 على أساس 3 أيام ونرجع، كنت أسمع من الكبار يقولوا هيك، بلدنا صغيرة وكلها عيلة واحدة من دار ابو الهيجا، طلعنا ع الوعر 3 أيام، الناس كانت خايفة بسبب دير ياسين. بعد ما طلعت من الرويس كانوا يقولوا الحاكم العسكري ما بيخلي حدا يتحرك، ما عرفت أزور الرويس إلا بعد سنين وكانت صارت مهدومة.
بذكر الأعراس بالبلد كانت فرجة، حوليمه وحداية وأهلا وسهلا بالضيوف، العرس كان أحسن من أعراس اليوم، والعروس يعزموها عند أخوالها تبات ليلة ومن هناك يوخذوها ثاني يوم لبيت جوزها. أنا لما تجوزت، كنت ساكنة بحيفا، لكن أبوي قال إنه احنا من الرويس وبنتي لازم تطلع من الرويس، فرحنا على الرويس وطلعت من دار أبوي بالرويس وانعزمت عند دار أخوالي هناك. النسوان حول العروس تغني، وكانت الناس تعلل 3-4 ليالي. أنا بذكر الحياة منيحة والناس علاقتها منيحة مع بعض. علاقتنا مع اهل طمرة قبل ال 48 كانت منيحة كانت ارضنا جنب ارضهن وعلاقتنا مع كابول والدامون وشعب علاقة ممتازة.
أبوي كان مختار، صارت معاه مشكلة وانحبس، فصاروا يقولوا إنه اللي انحبس بيقدرش يصير مختار، فسلمها لأخوي الصغير لكن الناس اختلفت، فسلمها لواحد ثاني.
ما كان بالبلد دكتور، اللي يمرض يروح ع الدكتور بعكا والمستشفى كان بحيفا، وكانت الحاجة ريا داية بالبلد. خطيب البلد كان اسمه سعيد، أصله من كفر اتـّا واجو على بلدنا وسكنوا فيها. بذكر الجامع، كان جامع مختصر مبني من حجر، وحتى بذكر لما بنوه والبنا كان من لبنان.
كل بيت بالبلد كان فيه بير. جوزي كان فلاح عنده أرض وحلال. وكل البلد فلاحين. الأولاد كانوا يتعلموا بالدامون وكان الخطيب يعلـّم الأولاد وهم صغار قبل ما يروحوا ع المدرسة. بس الأولاد ولكن البنات ما كانت تتعلم.
طلعنا ع الوعر قعدنا 3 أيام بالوعر وبعدها جينا هون على طمرة، قعدنا عند ناس 4 سنين، عند دار حسين العفيفي من دار حجازي، سكنـّا عندهم وما اخذوا منا إيجار، وصرنا مثل الأخوة. خلفت عندهن ولد وبنت. وبعدين اشترينا هاي الأرض من ناس من طمرة وعملنا براكية هناك وسكنا فيها، وبعدين بنينا هذي الدار.
يا ريت نرجع على الرويس ولكن الوضع مبين إنه ما راح نرجع. أنا بتمنى أرجع ولكن اليوم أخذوها مني. هاي بلدنا قبالي، بحس بألم لما بشوفها من هون، بلده الواحد ما بينساها، أنام وأحلم ببلدي، بقعد هون في داري هاي في طمرة وبشوف بلدي من هون، ولكنها ممنوعة عليّ".
------------------
رقية عبد السلام ابو الهيجا (1924)
مكان الولاده: الرويس
مكان السكن الحالي: طمرة
اجرى المقابلة: عمر الغباري
تاريخ المقابلة: 22.3.2013