- انتو متذكرين البلد منيح؟
- الحاج عبد الفتاح: طبعاً، ناس فلاحين وعايشين منيح
- لما طلعتوا من البلد قديش كان عمرك؟
- الحاج عبد الفتاح: يمكن حوالي 15، كانوا يعطوني أحرس عالبلد من اليهود ، ولما يروح الزلمة نشرد
- مين الزلمة؟
- الحاج عبد الفتاح: واحد كبير من البلد، يوزع الحرس، بعد ما يروح بساعة كنا نشرد
- ليش كنت تهرب؟
- الحاج عبد الفتاح: كنا نخاف، كنا صغار، بس بعد حوالي سنة، بطلت أخاف، كانوا يعطوني أحرس وما أخافش. أهل بلدنا وأهل سطاف وأهل صوبا قعدوا 6 – 7 أيام يقاوموا في صوبا ويردوهم، العرب يردّوا اليهود، بس بعدين طوّقوا اليهود البلد (صوبا) ودخلولهم ومسكوهم فهربوا من البلد وأخذوها اليهود. والله واحد سطافي خلّى البرن تبعه وشرد. ولما راحت صوبا راحت بلدنا وسطاف وكل المنطقة، شردنا.
- انتو من خربة اللوز رحتوا تدافعوا عن صوبا؟
- الحاج عبد الفتاح: من بلدنا ومن سطاف حاربوا في صوبا. كانت قريبة من القسطل. اليهود كل يوم يهاجموها ويردوهم الثوار. يهاجموها ويردوهم.
- هل اليهود هجموا على خربة اللوز؟
- الحاج عبد الفتاح: طخوا على بلدنا. كان واحد من بلدنا قائد في المنطقة. كان ينزل على باب الواد ويحارب ويقتل كل يوم يهود.
- شو اسمه؟
- الحاج عبد الفتاح: جابر، جابر أبو طبيخ. كان قائد في كل المنطقة مع عبد القادر، يجيبله فشك ويعطيه سلاح. بس يقاوم. كانوا يوقفوا سيارات اليهود بالواد ويوخذوا منها الأغراض والأكل.
- بس المعارك صارت عند صوبا؟ مش في خربة اللوز؟
- الحاج عبد الفتاح: آه بالأول في القسطل وبعدين في صوبا. وبعدين شردوا الناس من بلدنا قبل ما يصلوهم اليهود.
- سمعتوا عن مجزرة دير ياسين؟
- الحاج عبد الفتاح: كنا بعدنا في البلد لما صارت دير ياسين. طلعوا من عين كارم واحنا بعدنا بالبلد. لما الناس سمعوا خافوا. صارت الناس تطلع سلف. الناس أخذها الرعب.
- مين القرى القريبة من بلدكم؟ وكيف علاقتكم فيها؟
- الحاج عبد الفتاح: أقرب إشي سطاف. وصوبا وبعدين القسطل.
- كيف عشتوا قبل النكبة؟
- الحاج عبد الفتاح: كنا فلاحين، كنا نروح على البلاد اللي حوالينا، كنا نطحن في عين كارم، ومرّة طحنت في قطنة. بلدنا مشهورة بالزراعة وكنت أنطر الكروم، كروم العنب. وكنا نزرع قمح وشعير وخيار وفقوس.
- وليش سموها خربة اللوز؟
- الحاج عبد الفتاح: لأنها كانت مشهورة باللوز. فيها مليان لوز.
- الحاجة مدللة: قرية صغيرة مش كبيرة
- كان إلكم بيت ....؟
- الحاج عبد الفتاح: كان إلنا دارين من حجر. نسفوهن واحنا نشرد، لمـّا كنا عند راس أبو عمّار.
- شفتهم وهم ينسفوا الدور؟
- الحاج عبد الفتاح: نعم، ما احنا كنا نشرد ونعاود نرجع، نشرد ونعاود نرجع نلقـّط الخضرة. كانوا يحطوا الغام وينسفوا دور، ست سبع دور مع بعض. واحنا قبالهم بالجبال.
- وانت متذكر داركم ينسفوا فيها؟
- الحاج عبد الفتاح: نعم متذكر وجيت عليها منسوفة. كانت قرنة ظايلة بالزاوية مش واقعة. الله وكيلك ظايلة مثل الصومعة. كلها طايرة بس زاوية ظايلة. مطرح الدار زي الجورة، وين ما كانت المصطبة.
- وبعد ما نسفوها اليهود تركوها وراحوا؟ كيف عرفت تشوفها؟
- الحاج عبد الفتاح: كانوا يروحوا ويرجعوا. واحنا نروح ونرجع. كانت مشالفة. نروح ونرجع. مسكوا ولد من سطاف مسكين وربطوه وغمغموه وقالوله إن بحـّرت وراك بنطخـّك، وفلتوه، وقتها ما قتلهوش. طردوه وراحوا. مسكوا مرة ولد من سطاف وولد من دير عمرو، كان في بلد اسمها دير عمرو، خلوهم يمسكوا بعض ورشـّوهم الاثنين مع بعض. شحطوهم ودفنوهم في سطاف. من حرارة الروح هابـّين بوجوه بعض. من حرارة الروح. خلوهم يعبطوا بعض ورشـّوهم الاثنين مع بعض. هاذ كان بين سطاف وصوبا. لما الناس شافوا هيك، صاروا قبل ما يوصلوا (اليهود) البلد يشردوا من البلد. صارت الناس تخاف. كانوا اللي يمسكوه يقتلوه.
- وانت متذكر انكم هربتوا من الخوف؟ كنتوا خايفين؟ هربتوا بحالة خوف ورعب؟
- الحاج عبد الفتاح: طبعاً، من الخوف، قعدنا في راس أبو عمار بيجي شهرين.
- وكل الناس طلعت مع بعض، كل البلد فضيت بيوم واحد؟
- الحاج عبد الفتاح: مع بعض. كل البلد في نفس اليوم
- الحاجة مدللة: كانوا يروحوا وييجوا.
- الحاج عبد الفتاح: كنا نرجع عالبلد نسرق عنب وتين وهمّ يلحقونا ونشرد ولما يروحوا نعاود نرجع، وهيك مشالفة. تهريب. بس اللي كانوا يمسكوه كانوا يقتلوه. مسكوا واحد ، أظني من سطاف، كانوا الناس يتسللوا على أبو غوش يودّوا بيض ويجيوبا اغراض، في واحد قال إنه خبط على جثة واحد مقتول وما حدا داري عنـّه. جثته مترترة مثل العظم.
- ومن بلدكم، خربة اللوز، انقتل ناس؟
- الحاج عبد الفتاح: انقتل واحد باب الواد، اسمه حمد الله.
- الحاجة مدللة: ومحمد الشيخ علي.
- الحاج عبد الفتاح: هاذ حمد الله نزل على باب الواد مع الثوار. قلناله ما يروحش، بس ما كانش يردّ. كان معاه بارودة. اليهود كانوا متخبيين ب"زنقرة" بالمغارة، زقطوه زقط، وبعد جمعة لقيوه بين الاحراش مرمي. آثار الرصاص على إيديه وعينيه، محل الرصاص لون أخضر. بعد ما لقيوه دفنوا بحوايجه.
- قبل ما ييجوا اليهود.....؟
- الحاج عبد الفتاح: كنا نطلع حرس ونحرس. مرة كنا حارسين بالبلد. في كلب تعرقل وعمل قرقعة. وصاروا يقولوا أجوا اليهود ، أجوا اليهود. وصرنا نطخّ عالفاضي. ألف طلق عالفاضي وهو كلب اللي عمل الصوت. فش حدا.
- وانت حملت سلاح؟
- الحاج عبد الفتاح: آه، حملت سلاح. والله جبتوا هون (مخيم قلندية)، يوم ما أجوا اليهود هون، طحت وشردت من هون نازل ، أنا وواحد من بلدنا، عند عين الناطور، دسّيتها في محل بالأرض أخبيها، أنا وواحد من بلدنا هو معه خرتوش وأنا بارودة ابجليزية، بعد يومين رحت أدوّر أجيبها ما لقيتهاش، يمكن واحد كان شايفنا وأخذها.
- وين محل داركم بالبلد؟ وين كان موقعها بالزبط؟
- الحاج عبد الفتاح: آخر البلد من غرب. حول الدار كان وعر. الكروم كانت بعيدة. عند المدرسة عند دير عمرو، كانت مدرسة للأيتام تابعة للأوقاف، من طابقين ما درسوش فيها إلاّ سنتين ثلاث وبعدين أخذوها. لمـّا أخذوها ظلّ الأستاذ فيها خوف يهدّوها، كان بدّه يسلمها، أجوا عليه اليهود، قال: "صاروا يقولوا عربيم، عربيم، وحوّطوني، عملوا عليّ حلقة هيك، لو كان في واحد على سطح المدرسة كان يقدر يقتلهم كلهم. صاروا يصفقوا عليّ ويضحكوا عليّ، وبعدين قالوا لي من هون روح، إن بحـّرت وراك بنطخـّك". فلـّتوه أجا علينا على الكروم، وشرد.
- شو اسم الأستاذ؟
- الحاج عبد الفتاح: اسمه الأستاذ علي، من الخليل. وكان واحد اسمه عمر الخطيب، وكان بالمدرسة مدير اسمه عبد الغفار، وهو من الخليل.
- لأي بلد هاي المدرسة؟
- الحاج عبد الفتاح: هاي مدرسة تابعة للأوقاف، موجودة عند دير عمرو، كانوا يتعلموا فيها الأولاد الأيتام من كل البلاد. بعدها موجودة لليوم ما هدّوهاش، حاطين فيها المجانين وعليها إرسال عالي. يمكن للتلفون.
- وكان للبلد مدرسة ثانية؟
- الحاج عبد الفتاح: كان عنـّا مدرسة بالبلد، للاولاد الصغار، إلنا ولسطاف، مدرسة واحدة للبلدين. نسفوها واحنا هناك.
- وانت تعلمت فيها؟
- الحاج عبد الفتاح: أنا ما تعلـّمتش، بس موكـّد المدرسة، وموكـّد يوم نسفوها. كانت مبنية من حجر وطينة. ومعقودة عقد صليبي، عشان ما كانش شمينتو (اسمنت)، أوضتين مش عارف ثلاثة. تعلموا فيها 30 – 40 ولد من البلدين.
- وانت ليش ما تعلمت؟
- الحاج عبد الفتاح: كنت صغير.
- الحاجة مدللة: ما كنتش صغير، كنت كبير. بس كان يشتغل بالكروم. الناس كانت مهتمة بالكروم والمقاثي. كثير اولاد مثله كانوا يشتغلوا وما يتعلموش.
- وفي بنات كانوا يتعلموا بالمدرسة؟
- الحاجة مدللة: لا، لا. ولا بنت.
- وبالفلاحة والزراعة؟ النسوان كانت تشتغل؟
- الحاجة مدللة: النسوان كانت تسرح. الزلمة والمرة يشتغلوا مع بعض. كانت النسوان تبيع الخضرة والفواكه. في ناس كان عندهم غنم وحلال.
- كان في عيون بالبلد؟
- الحاجة مدللة: كان في عين بعيدة اسمها عين القف. حواليها كروم. كان عنا بيار، كل واحد باب داره بير ميّ.
- الحاج عبد الفتاح: سطاف كان فيها عين قوية. وكانت غميقة. كان الولد يقفز فيها ويسبح.
- الحاجة مدللة: اليوم هاي اليهود بسبحوا فيها.
- الحاج عبد الفتاح: اليهود عاملينها مزار. مرة رحت وشفت حواليها حوالي 100 واحد بيتفرجوا.
- وين كانوا الناس يسقوا الغنم؟
- الحاجة مدللة: أغلبها من البيار وقسم يروحوا على العيون، مثل عين القف.
غازي اللوزي ووالده عبد اللطيف حسب عطا بجانب عين القف في قرية خربة اللوز - 6\6\2008
- شو أسماء العائلات اللي كانت عايشة في خربة اللوز؟
- الحاج عبد الفتاح : حمولة دار شقلة وحمولة دار يحيى. والعائلات دار هروَط ودار عطا الله ...
- الحاجة مدللة: ودار أبو طبيخ ودار عبـّاد .....
- الحاج عبد الفتاح: وكان مختارين اثنين في البلد، كل حمولة إلها مختار. كانوا الناس متفقين.
- وكان بالبلد جامع؟
- الحاج عبد الفتاح: لأ، كان فبها ساحات، مضافة يقعدوا فيها أهل الحمولة، يتجمـّعوا فيها، وكانوا يعملوا دور بين الناس يطلعوا قهوة وسكر كل واحد بدوره. السكر كان قوالب. كنت تشوف قوالب سكر معلقة بالمضافة. كانوا يقعدوا الختيارية فيها. اللي فاضي يروح يقعد فيها. اللي عليه شغل يروح لشغله. المغرب يروحوا يلتمّوا ويقعدوا ويعملوا قهوة وشاي ويسهروا. والصبح كل الناس بشغلها. ما كانش جوامع، كان مضافات.
- وبالأعراس؟
- الحاج عبد الفتاح: كنا نعمل صفّ سحجة، وزفة ويطخوا لما يطلع العريس. وكانوا يتبارزوا بالطـّخ، كانوا يحطـّوا علامة ويصاوبوا عليها.
- كيف الناس كانت تتنقل بين بلد وبلد؟
- الحاج عبد الفتاح: أغلبها على الدواب، قليل سيارات. يمكن "تراك" (شاحنة) أو اثنين كان بالبلد. واحد كان إلو معمل شيد بالقسطل كان عنده "تراك" يروح وييجي فيه. كان واحد يهودي صاحب محل بمنطقة "الاشار" بالقسطل، جنب ابن بلدنا، قال خلّوا اليهود يمرّوا وأنا بضمن إنه ما يصيبكم إشي، بس الناس ما صدّقت وشردت من البلد لما هجموا اليهود. هاذ معمل حجر مع منشار، بالحرب على القسطل مرة العرب احتلوا هاذ المعمل وبعدين أخذوه اليهود. لما احتلوا اليهود القسطل راحت البلاد. لما انقتل عبد القادر الثوار انسحبوا من القسطل. كان منا عـُملا ساعدوا اليهود، ولآّ اليهود شو بعرفهم بالطرق؟
- كيف خربة اللوز بنظرك وبخيالك؟
- الحاج عبد الفتاح: بلد حلوة. فيها كل شي، كنا مكيفين، شو بدك فيها. خضرة وزراعة. كنا نعمل ثلاثين تنكة زيت. وشجر وعنب ومشمش وخوخ.
- انت زرت البلد؟
- الحاج عبد الفتاح: زرتها. إلي ولد ساكن بعين رافة، كنت ألاقيه في القدس ويوخذني ونروح. بس إلي ست اشهر ما رحت، بروح عليهم اليهود بيقولوا هات ورقة، بيخلونيش أعبر، هات ورقة ليوم من الكتور بنعطيك يوم، قلتله بديش هاليوم. شو يوم؟ بس بروح وبيجي الواحد. بس كنت أروح تهريب . هناك بعد ما تدخل ما حداش بيسألك بس هون عالمحاسيم. إن دخلت جوّه خلص، وكنت أروح عالبلد ونفـُرّ. كانوا اليهود هون واحنا هون ونفر مع بعضنا، ولا إشي يصير.
- هل انت متذكر أول مرة زرت فيها خربة اللوز؟
- الحاج عبد الفتاح: متذكر. أول مرة تهت فيها من كثر الشجر والأحراش.
- بعد قديش زرتها؟
- الحاج عبد الفتاح: بعد ما دخلوا اليهود هون. يعني بعد 20 سنة.
- وكيف صارت البلد؟ شو لقيت فيها؟
- الحاج عبد الفتاح: عاملينها أحراش وألعاب.اولاد اليهود بيجوا بيلعبوا ويشموا الهوا. مرة كنت أنا وابني وصرنا نلقط ميرميـّة وزعتر، كان في واحد من "الطبيعة" ومنعنا نلقّط. قال ممنوع الميرمية والزعتر قال.
- شو ظايل من البلد؟
- الحاج عبد الفتاح: ولا حجر. مدردسينها تدرددس. قاحفينها بالجرافات. مش بانيين فيها. قاحفين ومشطين الكروم.
- شو شعرت لما شفت إنه البلد هيك صارت؟
- الحاج عبد الفتاح: شو بدي أسوّي، شو طالع يإيدينا؟
- الحاجة مدللة: بيروح الواحد بيتحسّر وبيرجع. لليش؟ بلا هالرواح.
- وانت يا حاجة؟
- الحاجة مدللة :أنا برحش. رحت مرة واحدة.
- الحاج عبد الفتاح: أنا رحت بيجي أربع مرات، ورحت على سطاف وصوبا. ولا واحد بيسألك.
- كيف طلعتوا من البلد يوم ما تركتوها؟ ومن وين لوين رحتوا؟
- الحاج عبد الفتاح: بعد ما سقطت صوبا، شردوا الناس. ظلينا أيام في راس أبو عمار قبال البلد. ظلينا في راس ابو عمار حوالي جمعتين ثلاث، بعدين أجو اليهود وأخذوا المنطقة هاي، دير الهوى. شردوا الناس اللي معي وتركوني في راس ابو عمار. قسم منهم طلعوا بسيارات وانا ظليت عشان أجيب معي البغل. ظليت لحالي. في هذاك اليوم، عبد الفتاح درويش مختار بني حسن كلها، وخربة اللوز من قرى بني حسن، صار يصيح على الناس عشان ما ترحلش، بس الناس ما ردّتش عليه ورحلت كلها. ظليت في راس ابو عمار لحالي. نمت بالخلا ولما طلع النهار حملت اغراض على البغل ومشيت ورا الناس. كنت لحالي. ما بعرفش بيت لحم والمنطقة هاي. ظليت ماشي لعند الخضر، هناك عتـّمت الدنيا، نمت هناك. الصبح كمـّلت مشي حتى وصلت زتون بيت ساحور. والاّ الناس زي التراب تحت الزتون. من كل القرى وكل البلاد. لقيت أهلي هناك، قعدنا للصبح. حمّلنا جرّات الزيت اللي درسناه في بيت ساحور ورحنا عالعيزرية ندوّر وما لقيناش دار. احنا وناس من راس أبو عمار عندهم جمل، دخلنا احنا واياهم في مغارة مع الجمل والبغل، المغارة في وسط العيزرية، قعدنا هناك حوالي جمعة لحد ما لقينا دار. قعدنا فيها وهذولاك الناس راحوا على بيت لحم. احنا سكنا حوالي عشر سنين، لأ اكثر ، يمكن 18 سنة بالعيزرية، كنا نفلح أرض بالعيزرية، كنا نعطي صاحب الأرض قسم وباقي الغلة إلنا. بعد العيزرية جينا هون. قبل ما يحتلوها اليهود (1967) بشهر جينا هون. كنا حاميين الأرض هاي، ما كانش فيها حدا. كان واحد من عجـّور ساكن بسقايف هون.
- ليش جيتو هون؟
- الحاج عبد الفتاح: والله ما ظلـّش حدا من قرايبنا هناك. كلهم أجوا هون. كانت المشاريع ببلاش، قالوا اللي بوخذ مشروع هو خاين، بكرة بنعاود على بلدنا وبكرة بنرجع ، وما رضيناش نوخذ. جينا هون عالمخيم. كان اللي يحمي أرض هون يوخذها. ببلاش بدون مصاري. واحد من اولادي اشترى ارض في كفر عقب وبنى عليها، واشترينا شقفة ارض برّه. وعندي ولد في عين رافة. غازي. هاذا الولد تجوّز من هناك وعملنا لمّ شمل. ولد ثالث، شبّ متجوز اعطاك عمره. مات فجأة قبل أكمّ شهر.
- غازي بعرف البلد، خربة اللوز منيح؟ بروح عليها؟
- الحاج عبد الفتاح: بعرف، بروح عليها. في واحد يهودي (المقصود دان جولان) أخذوا عرّفوا على العين، هو بعرفهاش من قبل.
- وانت يا حاجة، وين أهلك راحوا بعد ما طلعتوا من البلد؟
- الحاجة مدللة : احنا رحنا على اريحا، على مخيم عقبة جبر. بنوا خيام وشوادر وقعدونا فيها أكمّ سنة. وكنا أبوي وامي وأخوي ومرة اخوي واخواتي. أخوي كان مع المنظمة ولما راح على عمان قعد مع واحد صاحبه يلعبوا بالسلاح وطلعت رصاصة بالغلط واجت فيه مسكين وراح فيها.
- بس أهلك راحوا على اريحا؟
- الحاجة مدللة: لأ، كثير ناس من البلد نزلت على ريحا. كان هناك مخيم عقبة جبر. بعدين كثير ناس تركت المخيم لما شافت انه فش في إشي وراحوا على عمان. انا بعد ريحا تجوزت بالعيزرية وبعدين جينا هون.
- وين اليوم أهالي خربة اللوز موزعين؟
- الحاجة مدللة: عمان، بيت لحم، اريحا وهون وبيتونيا ودير جرير، زي غنم الحرام.
- وبعد فيه علاقات بين أهل البلد؟
- الحاج عبد الفتاح: نعم، لليوم في علاقات، والناس بالمناسبات بتيجي عند بعض. الناس بتعزم بعض لليوم.
- هل انتو شاعرين انكم عايشين بمخيم مؤقت؟ وبعدين راجعين على بلدكم؟
- الحاج عبد الفتاح: وين نرجع؟ ما أخذ بالقوة لا يعاد إلاّ بالقوة. لما تصير قوة بترجع. اليهود عندهم قوة. في واحد يهودي بالجيش قال لي انه عندهم تحت الأرض سلاح وطيارات. بعرفوا كل شي.
- الحاجة مدللة: والله غير نموت هون. إلنا 100 سنة وبدها تنحلّ؟ الله يرضى عليك يا بنيّ. الله يعلم، يمكن على زمان هذول الصغار.
------------------------
اللاجيء عبد الفتاح حسن عطا الله (70 سنة ) وزوجته الحاجة مدللة علي عطا الله (65 سنة) مواليد قرية خربة اللوز
مكان المقابلة: مخيم قلنديا للاجئين في منزلهم الحالي
موعد المقابلة: آذار 2008
أجرى المقابلة: وجيه عطا الله، رنين جريس، عمر اغبارية