أبو سمارة
اسمي يوسف فرهود العصيبي واسم امي حَربَة سالم ابو الدُغّش. انا خلقت بسَمَارة، هالحين بفرجيكي الصورة وين خلقت. ابو سمارة تقع جنوب رهط على الشارع. بسنة 1944 فتحوا شارع من بئر السبع باتجاه الفالوجة. هذا الشارع كان يفوت من ارضنا وبتذكر لما فتحوه عشان يفوت على الفالوجة، الشارع كان تراب وما زفّتوه.
بأبو سمارة كانت ساكنة عائلة العصيبي وكنا قلائل، بس كانوا عايشين عنا بعض العائلات، منهم أهل امي وكمان عائلة من عشيرة القرناوية. العيصبيّين كان عندهم ارض وكانوا يتشروا اراضي كمان. ابوي واولاد اخوه اشتروا 570 دونم جنوب رهط، الدونم اشتروه بليرة.
احنا ما كنا تشتغل بالارض بس كانوا يجو عنا عائلات من رفح وغزة تشتغل بالارض وتحرث على الجمال، وب 1944 جبنا تراكتور وحرثنا حوالي 1200 دونم. لما جبنا التراكتور صارت الارض تغّل معنا ومنتوجها احسن، لانه قبل كنا نحرث على الجمال والحمير. أبوي وأعمامي كان دورهم يشرفوا على الارض وعلى عمل الحرّاثين. عمي عليّان كان عنده بستان فيه حوالي 300 شجرة تين.
احنا العصيبيين كان عنا كل شي موجود. كنا نزرع قمح (بسمّوها الدبيّة) وشعير وعدس صغير للمونة وذرة بيضاء. العصبيّين كانوا يجمعوا الحَب ويخلّوا بذار يبذروا فيه والباقي ببيعوه. كان في تاجر مسيحي من غزة اسمه صهيون كان يجي علينا مع شَحنيات وكان يشتري من عنّا البذار.
بالنسبة للميّ، فكان عنا بأبو سمارة ثلاثة هرابات، وكانت عيلة العصيبيّين وعمّالهم يشربوا منهم. الهرابة القبلية كانت للدواب.
عمي سليمان العصيبي كان اله 3600 دونم وعمي عليّان اله 2500 دونم وابوي اله 2000 دونم، واولاد عمي الهم 1000 دونم. يعني كان عنا حوالي 9500 دونم اللي كنا نستغلهم.
بأبو سمارة كان عنا بيوت شَعِر وبيوت حجر كمان. بالبداية كانوا يبنوا حجر مع طين هذا بالعشرينات والثلاثينيات. بالأربعينات امي بنت غرفة وعمتي بنت غرفة من حجر وصبّوها من فوق بالاسمنت (باطون). وكان عنّا محل بسمّوه بايكة وكانت كبيرة حوالي 12 متر على 6 وفيه واسط بالنصف مكون من عامودين حديد وبالوسط خشب، وكان عنا مخزن للتبن والحَب.
المواصلات كانت على الحمير او الجمال او الخيل، والناس كانت تمشي مسافات. يعني كانوا يروحو يطحنوا بالسبع وكانوا يمشوا حوالي 15 كيلومتر. بالسبع كان في باصات صغيرة وبسيطه. اللي كان بحاجه لحِكمة وعلاج كانوا يوخدوه على غزّة او السبع.
بئر السبع كانت ع زمن الاتراك ارض تابعه لعشيرة العزازمة. سمّوها بئر السبع لانه كان فيها سبع آبار واللي موجودات لليوم. بفترة الانتداب الانجليز كانوا سيئيين. كانوا يجيو على مركز الشرطه بقضاء بئر السبع ويتجمعوا مره او مرتين بالشهر مع مشايخ المنطقة ويعطوهم تعليمات. الانجليز كانوا مع اليهود ومش مع العرب.
المدرسة والتعليم
لما صار عمري ستة سنوات ونصف، ابوي قرر انه بده يعلّم اولاده. كان في واحد من جيراننا العزازمة جاب معلم من المغرب يعلّم بالكُتّاب. المعلم كان اسمه الشيخ عايش، كان يعلمنا بالمغارة وكان عايش بالمغارة. ابن عمي اللي كان يدرس معه، كان يحطني على الحمارة وراه وكنا نروح مع بعض على الكُتّاب. قرأنا عنده حوالي سنة وشهرين، كنا نسافر حوالي 6 كيلومتر عشان نوصل المغارة. بعدين ابوي نادى على الشيخ محمد النعامي اللي كان ساكن قريب منا، وقال له انه بده يبني مدرسة بالارض اللي جبنبا وطلب انه يعلّم الاولاد فيها، والشيخ وافق. ابوي بنى غرفة حوالي خمسة على خمسة وبدأنا نتعلم فيها. كنا حوالي 12 طالب، وكنا نتعلم من الصبح للساعة ثمانية ونصف ولحتى الساعه واحده او تنتين. كنّأ نتعلم أ-ب، وراس-روس.
ابوي توفى ب 1946، وبسنة 1947 كان في شخص اسمه الحاج خليل القريناوي من الشريعة، بنوا عنده مدرسة حكومية. انا تعلمت فيها اربع اشهر وبعدها صارت الحوادث وشرّدونا من البلاد.
الوكالة الصهيونية
بسنة 1944 او 1943 بدأوا الخواجات يقيموا كيبوتسات بالمنطقة عنا. اقاموا مشمار هنيجف وأم الحمام وغيرهم. انا بذكر انه مشمار هنيجف كانت تبعد عنا حوالي ثلاثة كلم، بنوها حوالي ب 1943. بذكر لما جابوا شادر وقعدوا فيه سنتين وبعدين بنوا غرف. يعني الصهاينة اذكياء، وقبل قيام الدولة كان معهم مصاري وكانوا مسيطرين بأوروبا وامريكا ومعهم مصاري، واشتروا اراضي من عشيرة ابو لبّة، حوالي 280 دونم. العرب بحينها كانوا يبيعوا الدونم بليرة فلسطينية. الوكالة الصهيونية عندها خبرة وكانت ناوية انها تشتري اراضي. كيف فكرك بنوا دولة اسرائيل؟ بدأوا من الجليل وضلوا مكملين للنقب. قعدوا حوالي عشرة سنين وهمي يتشروا اراضي، كانوا يخلوا عرب تشتري الارض من عرب وبعدين بحولوهم بإسمهم.
بعدين الوكالة الصهيونية بعتت واحد من عائلة العَزّة (اليوم قرية العزّة) واعطوه مصاري عشان يتشري اراضي من البدو. العزّة اشترى من عشيرة الشلاليين حولي 3600 دونم شقفة واحده، بدأ بليرتين وخلّص بعشرة للدونم، واشترى بمنطقة العَزّه من جماعته في منطقة تل الصافي حوالي 12 الف دونم (بالقرب من مستوطنه كفار مناحيم). وكتب الاراضي طابو بإسمة، هذا كان زمن الانتداب البريطاني.
ب 1948 ولحد 1955\1956 اجو اليهود على العزة وقالوا له من ال 12 الف دونم راح نعطيك 5، وكيبتوتس كفار مناحيم بوخد 7. وفعلا هيك صار واعطاهم الارض بعد ما شردوا جماعته من تل الصافي بال 48. بعدين اليهود طلبوا من العزّه يسجل ال 3600 دونم اللي اشتراهم باسمهم، لكن العزّه رفض وقال لهم انه الارض مسجلة بأسمه. الطرفين وصلوا للمحكمة وضلهم يتحاكموا حتى سنوات الستينات والقاضي قال انا ما بقدر اعمل شيء لانه العزّه معه طابوا بالارض. بسنوات الستينات توفى العزّة واولاده حصلوا على الأرض. الوكالة الصهيونية توجهت لأولاد العزّة وطالبت بالأرض كمان مره، لكن اولاده رفضوا والحاكم كمان مره قال انه ما بقدر يعمل شيء لانه معهم طابوا. اليوم العزّة بملك حوالي ثلاث الاف دونم.
النكبة التهجير
الخواجات كانوا قاصدين شو بدهن يعملوا. كان في بس طريق السبع-غزة، وما كان بحينها كتير سيارات والناس كانت تمشي على الحمير والجمال والخيل. صارت الوكالة الصهيونية تضايق على الناس. بذكر ب 1947 اجو اليهود من مشمار هنيجف وسرقوا من عنا ثلاث عجول. الناس اجت تفزع من غزة ومن السبع، والله بتذكر الناس كانت حاملي المذراه (اللي بعملوا فيها القش والتبن) والبارود، وتجمعت الناس وصارت تطخ. سيارتين للجنود البريطانية اجت لليهود وقالت لهم: العرب كثروا عليكم وهالحين بقتلوكم، لازم تطلعوا.
اليهود طلعوا، بس بعد شهرين أجوا اليهود بيسارات جيب ونادوا على الناس وقالوا لهم: يلا لازم ترحلوا من ارضكم. كان عنا جار اسمه محمد العمراني، ابوه كان ضرير، وكان عنده بنتين. اجو اليهود اخذوه وقتلوه. قتلوه عشان يعملوا إرهاب والناس تشرد.
احنا رحلنا وحطّينا عند منطقة كُركار، هاي كانت بعيده عنّا اربعة او خمسه امتار، قريبه من المغارة اللي كنت ادرس فيها. طلعنا انا وامي واخواتي واولاد عمي واخوالي وخوال خوالي. الحَب والتبن ضلّه موجود وما اخذناه معنا، وصرنا نتسلل بالليل عشان نوخد من المحصول.
قعدنا هناك كام شهر، وبعدين اليهود كمّلوا بإرهاب الناس وصاروا يقتلوا هون وهناك. فرحلنا كمان مره على السبع. بالسبع كان حوالي 270 جندي مصري، ورحنا هناك حتى يحمينا الجيش المصري. قعدنا هناك تقريبا من شهر سبعة الى شهر عشرة، قعدنا ببيت شَعِر، وحاجاتنا الثمينة، مثل الفرشات واللحافات والبساطات حطيانهم عند شخص من قوم ابو علّان بالظاهرية كنّا على علاقة معه… وراحت الاغراض بعدين
واحنا بالسبع ما كان معنا سلاح، واشترينا باروده انجليزية واستأجرنا واحد اللي يطخّ على اليهود في حال أجو علينا. بعد كام شهر اليهود هجموا على السبع وصاروا يطخّوا هون وهناك، وآخر مرحلة فاتوا على السبع بالطيارات وصاروا يرموا براميل متفجرات على مدّة ستة ليالي، وعند آخر ليلة، اجوا حوالي الساعه 12 بالليل وغاروا على منطقة بير السبع واحتلوها. الساعه 7 الصبح كانوا صاروا محتلين بئر السبع. مسكوا المصريين بس ما قتلوهم ورحّلوهم على مصر، اما الفلسطينية اللي كانوا مسلحين من سكان المنطقة مسكوهم كلهم وقتلوهم.
انا بذكر واحده إجت علينا وحاملي ابنها يمكن عمره اربعة اشهر وبتصرّخ وبتقول: قتلوا زوجي وأولادي. قتلوا أولادها الثلاثة وجوزها.
بعد احتلال السبع إحنا شردنا. تقريبا ما بقي ولا شخص ببئر السبع، الناس شردت، واللي مسكوه معه سلاح قتلوه. إحنا شردنا على جنب اللقيّة ليومين ثلاثة، وبعدين أجوا الخواجات مع دبابات وجيب ولمّونا، وطلبوا من الزلام يتجمعوا بالديوان وقالوا لهم: معكم 24 ساعة وما بدنا نشوف منكم هون ولا واحد. بذكر اجا واحد يهودي من كيبوتس جنب غزة واخذ واحد من خيولنا وركب عليها وصار يلف بالمنطقة.
قلنا لهم: وين بدنا نروح؟. قالوا: بتروحوا على طريق الخليل-السبع.
احنا اجينا على منطقة قريبه من هون اسمها "سلنطح" وقعدنا فيها وبنينا بيت شَعِر. هذا كان بشهر عشرة. في شهر 12 او 1 اجوا علينا الخواجات كمان مره بالدبابات وقالوا: اطلعوا من هون. قلنا لهم: وين بدنا نروح؟، قالوا: روحوا بإتجاه الظاهرية.
وصلنا على عتير ام الحيران وقعدنا هناك. الدنيا صارت شتاء واثلجت وتوفى حوالي ستة اشخاص من عائلتي وإحنا بعتّير ودفنوهم بالظاهرية. لما اجينا على ام الحيران ما كان في حدا هناك، كانت جبل. عشيرة الهزيّل سلّمت مع الخواجات اللي كانوا بكيبوتس شوفال، وبهداك الوقت العُقبي زوّج اخته لعشيرة الهزّيل وكان اسمها وضحه، والهزّيل قال لسليمان العقبي تعال واحنا راح ندّبر انك تسكن بإسرائيل. إحنا العصيبيين أخوالنا كانوا العُقبيّين وقالوا لنا: تعالوا اسكنوا معنا. وهيك رحلنا من إم الحيران للعراقيب.
بشهر عشرة سنة 1951 رحّلونا بسيارات عسكرية من العراقيب وجابونا هون على حورة. قالوا لنا انه بالعراقيب راح يكون في تدريب عسكري، وانه نرحل لمدة ستة اشهر وبعدين نرجع. الهزّيل قال للناس ما ترحلوا، والعُقبيين اختلفوا بينهم، قسم كان بده يرحل وقسم ما بده يرحل. سليمان العقبي لحتى يضلّ شيخ العشيرة قرر انه يرحل. جابوا لنا على حورة سيارات وقعدوا اسبوع يحّملوا فينا، كنا احنا عشيرة العصيبيين والقرناوية والعسلات والشهابين وكل العشائر اللي كانت قاعدي عند العُقبي بالعراقيب. تقريبا كنا حوالي 300 شخص.
لما جينا على حورة كانت تقريبا بلد فاضي، كان فيها حوالي 18 بيت وما كان في أسفلت. بالسنين الاولى عانينا وكنا نسافر مسافات طويلة عشان نجيب المي نشرب ونسقي الدواب. عانينا الأمرين. بحورة اول ما جينا أعطوا كل عائلة حوالي 70-100 دونم وبدأنا نشتغل فيهم ونزرعم على الجمل، وبعدين جبنا تراكتور. الارض اللي اعطونا إياها بحورة صادرتها الدولة من عشيرة العثمان والكفوف، وبعد خمس سنين اجوا العشائر يطالبوا بأرضهم واسترجعوها.
أبو سمارة اليوم ما فيها ولا شيء، بس حطّوا بعض العائلات من عشيرة الترابين في أرضنا بعد ما هجّروهم من ارضهم. بيوتنا هدّوها ب 1949 لما ابعدونا للعراقيب.
اللي عملوه معنا جريمة.
--------------
الاسم: يوسف فرهود العصيبي
سنة الولادة: 1937
مكان الولادة: أبو سمارة \ النقب
مكان السكن الحالي: حورة (النقب)
مكان المقابلة: بيت الراوي في حورة (النقب)
تاريخ المقابلة: 11.6.2015
اجرت المقابلة: رنين جريس
---------------
ملاحظات ارسلها الباحث والمؤرخ الفلسطيني د. سلمان ابو ستة حول المقابلة:
First: Beer Sheba town are not particularly “Ghazazawa”. There was a national defence committee composed in Dec 1947 of Palestinian volunteers from people in the district (clans -except collaborators like Huzayyil) and Gaza, Khan Younis and Beer Sheba towns
Egyptian soldiers came late in May. Yes they killed all Palestinian defenders and other civilians as well. They also looted all houses and shops. Massacre is described in Aref al Aref, Gensis 1948, Akhbar Al Naqab and by survivor Mohd Jarada. It is listed in my Atlas. Those killed include those who took refuge in the mosque (I have photos). They selected about 100 strong bodied men and took them to concentration and forced labour camps (See Ben Gurion War Diary). See my paper on ICRC published in JPS in Oct 2014
Other civilians were put in buses and thrown out near Gaza. One of them was the boy who became the well Dr Iyad Al Sarraj
Egyptian soldiers were carted way in buses to Gaza. Their inept Egyptian general Mawawi refused to give help on 21 October
2nd: Al Huzayyil was a traitor and debaucher. He helped some to stay provided they became collaborators. Most of those who stayed had some collaborators
3rd: The colony he refers to was Bet Eshel east of Beer Sheba, now removed