سلمه كانت كلها ابيار ومد حنفيات، بيارة دار سيدي كان فيها جوافة، برتقال وليمون وبياره تاني على قبالها كلها ليمون وجريفروت ومطورات مي.. إحنا ودار خالي كنا نملك بياره اسمها بياره
أبو سليمان.. بالأرض كان يجو يشتغلوا عنا من مصر ويناموا بالبيارات.
أمي كانت تروح على الأرض تزرعها .. كان بسلمه مزار يعني سوق.. نوخذ العرباي ونبيع.. الوالدة كان اغلب شغلها بالبيت. قليل من أهل سلمه اللي اشتغلوا في تل أبيب.. بس كانوا يروحوا يبيعوا ويستوردوا خضار من بيافا. كان في بابور طحين للقمح.. وسوق كبير، دكاكين قماش، حلاقين ولحّامين.. اللحمة كانت رخيصة، الوقيه ب 7 قروش.
كان في تجارة مع اليهود، يجو يشتروا من عنا حليب وخضرا.. بسلمة ما كان في فقراء...
قبل سيدنا سلمة كان في مقعد (ديوان) بنص البلد وشجرة نخل كبيره، هذا لدار حمّاد. بيتنا كان بنص البلد غربيّ الجامع.
سيدي الشيخ إبراهيم كان مختار سلمه بعدين سلمها لابنه وابنه سلمها لاخوه... دار حماد كانت اكبر حمولة...كل حمولة كان إلها مختار بس اللي كان حاكمها كان الشيخ إبراهيم حماد.
سلمة كان فيها حوالي 8 أو 10 حمائل، أول ما صارت الحرب مع اليهود كل حمولة راحت على منطقه وقسموا حالهم للدفاع عن البلد.. وعملوا خنادق حول البلد حتى ما تدخل الدبابات. ما كان وقتها سلاح.. اجتمعوا الكبار واجو على مصر والأردن والعراق عشان يشتروا أسلحة....في حمائل اشتروا.. إحنا حمولتنا راحت على مصر بس ما جابت أسلحة.
دار حماد استلموا الجهة القبلية.. أول ليلة استلمها ابن عمي اجو ستة يهود بالليل بدهم يلغموا ماطور المي.. شافوهم العرب وقتلوهم.. بعدها صارت اليهود تضرب على كل سلمة.. مثل رش المطر... جماعتنا جابوا الجثث حفروا جوره بدار خربانة مهجورة ودفنوهم فوق بعض... اجو الانجليز وطالبوا بالجثث.. قامت العرب وجابوا حمّاله وحفروا كمان مره وأعطوهم الجثث... بعد ما اخذوا الجثث وسلموهم.. اليهود بطلوا يطخوا علينا.
المدرسة أيام الحرب كانت مثل غرفة عمليات.. لما صارت المشاكل تجمعت المجاهدين بالمدرسة والمساعدات والمعونة للمجاهدين من أكل وبصل وزيت وزيتون وخبز تيجي من برا.. سلمة كانت سلمة الباسلة، الثوار والمقاومة كانوا منظمين بسلمة والمسؤول عنهم كان أبو حاشية..
بذكر مره كنت راكب على الدراجة مع اخوي وشفنا دبابة انجليز قدامنا، راحوا عند عمي وقالوله بدك تشتري سلاح ؟؟ في ناس بدها تبيع أسلحه.. اشترى عمي منهم برن وسلاح.
ومره كان أستاذ راجع من المدرسة، شاف بطريقه يهودي حاطت بجيابه قنابل وماشي بالشارع بنص البلد... صار يسأله ولما حط أيده على جيبته شاف القنابل.. طال المسدس وقتله.. أهل البلد سحبوه وهو ميت.. حطوه بالشوك وولعوا النار وحرقوه.. ليلتها هجمت أهل سلمة على هتكفا.. بعدها أجا الانجليز وانسحبنا.
بالآخر صارت اليهود ترمي مناشير وتقول ارحلوا... مش اليهود اللي حاربوا .. الانجليز اللي حاربوا.
كنا أنا وأبوي وأمي وأخوه اثنين وأخت... طلعنا من سلمة كانت كل 5 عائلات تجيب سيارة وتحمّل العفش.. كانت أيام تعيسة.. الناس خافت على حالها وعلى عرضها. بالبداية دار حمّاد اطلعوا النسوان والرجال بقيت تحارب، بس بعدها طلعت كل الرجال لما خلصت الذخيرة.
طلعنا بعدها على بيت نبالا ولما صار الطخ على بيت نبالا واللد طلعنا على بيت ريما.. طلعنا بين الزيتون على رنتيس وعلى عابود.. لما كنا ننقل من مطرح لمطرح كنا كبار وصغار نحمل.. مره وإحنا ننقل من مطرح لمطرح اجت قنبلة بنص الزيتونة...
في ناس صارت تبيع ذهبها وفراشها... صاروا يخبزوا ذره وشعيره والشاطر قدر يكمل ويعيش.. ببيت ريما اجت الوكالة وصارت توزع مؤن على الناس.. صرنا نوقف بالدور.. قعّدونا بالغرف مع الفران.. بهدلونا.
بذكر بالأعراس كانت الناس تسهر للصبح وهي تغني... كان واحد اسمع راجح الجعبري كان يغني ويؤلف لحسن سلامة:
حسن سلامه لما راح حزنت عليه الثوار
وأما الطيره الشعبية صدت هجمة قويه
خسارة عليك يا سلمه ترفعي للعدو العلمي
والله فيك كل زلمه ما يهاب من ضرب النار
وأما اللد يا خسارة والرمله الها جاره
بيت شمن المكّارة استولينا على الكفّار
بال 67 اجينا على عمان.. اشتغلت بشركه ألبان وشوي شوي اشترينا ارض وبنينا بيت..
في عندي أقارب من مخيم الأمعري راحوا كلهم يزوروا سلمة.. راحت الزلام الكبار والنسوان.. أعمامي صاروا يبوسوا بالحيطان.. دار عمي دار المختار راحوا عليها وشافوا يهود يمنيين.. اليهودي قللهم إذا هاي الدار الك روح جيب ورقه من القيادة وأنا بعطيك اياها...
--------------------
شهادة يوسف عبد الرازق عبد القادر حمّاد
مكان الولادة: قرية سلمة (قضاء يافا)
سنة الميلاد: 1939
مكان السكن الحالي: الزرقاء\الأردن
مكان المقابلة : بيت الراوي الزرقاء\الأردن
تاريخ المقابلة: آذار، 2007