الى الشمال الغربي من مدينة صفد وعلى ارتفاع 814 ومترا فوق سطح البحر تقع قرية المزار- المنسوبة الى مزار النبي سبلان. تطل على جنوب لبنان وجبال الكرمل. تحتضنها من الشرق قرية سعسع ومن الشمال حرفيش ودير القاسي ومن الغرب سحماتا ومن الجنوب سلسلة من جبال الجرمق. والرحالة الذين زاروا سبلان، في أواخر القرن التاسع عشر، وصفوها بأنها قرية مبنية بالحجارة على رأس تل عال.
كانت سبلان دائرية الشكل وكانت السفوح الشديدة الانحدار، التي تحيط بها، تحول دون توسع البناء فيها إلا من جهة الشمال الغربي. وكانت منازلها متجمهرة بعضها قرب بعض وكان سكانها كلهم من المسلمين.
حول حكاية القرية وتفاصيلها الصغيرة الضاحكة والحزينة، قابلنا ضيا فاعور وابنها محمد في قرية ترشيحا، لنعود معهم الى الوراء والى تفاصيل الحنين.
أهل المزار
أنشئت القرية على زمن حملة نابليون، وعن هذا حدثنا محمد احمد فاعور (1937)
جدنا الأول كان اسمه سليمان البحيري، مصري من الإسكندرية، وسليمان كان ضابط بالجيش المصري، هرب على فلسطين لما نابليون شنّ حملته على مصر بناء على رؤيا تكررت عنده عدّة مرات واللي بتطالبه انه يجي على فلسطين. هاي الرؤيا كانت على صورة جبال الجليل، ولما وصل على فلسطين على يبحث عن الرؤيا، وصل لجبل سبلان وسكن جنب الغار الطبيعي (المغارة)، وبعد مدّة رجع على مصر وجاب عائلته وعاشوا بفلسطين وخلّف ولد وسمّاه عمر. سليمان نذر نفسه لخدمة المقام وبنوا الهم غرف جنب المغارة لخدمة الزوار ومع الوقت صاروا يسموا أهل البلد ب "أهل المزار".
سبلان مقسمه لعائلتين، عائلة عمر ابن سليمان الحريري وعائلة خليل. إحنا بالأصل من نسل عمر وجدنا فاعور اجا بعدين. ولليوم بعدها غرفة عمر موجودة جنب المقام وبقولولها "خُشّة عمر".
بعد بفترة اجا على سبلان رجل من عائلة خليل، وسكن بسبلان وتجوّز بنت من بنات سليمان الحريري، وهيك صار عائلتين بالبلد. بس بعد بفترة، بالثلاثينات، رحلت عائلة خليل لأنه ما كان عندهم رزق وأراضي فيها، ورحلوا على بلد جنب سعسع اسمها غباطيّة، هاي البلد هم بنوها. هناك اشتغلوا بأراضي لإقطاعي من صفد من دار عبد المجيد قدّوره، وعاشوا فيها.
سابا لان
عاش في سبلان عام 1922 حوالي 68 نفراً. وفي عام 1931 ارتفع العدد الى 94 نسمة. وفي عام 1945 كانوا 70 نفراً.
أنا حافظ البلد غيباً، بيت بيت، حدثنا محمد فاعور. البلد كان فيها بين ال 25 -30 بيت. لما طلعنا من سبلان كان عمري 11 سنة، وبذكر أول ليله من التهجير ما عرفت أنام وصرت اعد بأهل البلد وحتى الطفل اللي خلق بنفس الليلة عدّيته، وطلعوا معي 96 نسمه. وإذا منجمع أهل غباطيّه وأهل سبلان سوا بكون عددهم حوالي 200 نسمة عام 1948.
وعندما سألناه عن مصدر اسم القرية أجابنا:
في ثلاث روايات حول مصدر الاسم سبلان، الرواية الأولى بتحكي عن رجل اسمه سابا، كان ساكن بالمنطقة وكان دايماً بحرب ومشاكل مع كل القرى المجاورة، ولما تغيير وتصالح مع الجيران قالوا سابا لان ومع الوقت تحول الاسم الى سبلان.
الرواية الثانية بتقول انه سبلان هو واحد من أبناء سيدنا يعقوب ومن هناك اجت الكلمة. أما الرواية الثالثة بتقول انه أصل الاسم "سبيلان" وانه ممكن يكون مشتق من سبلة (بالآرامية) ومعناها السنبلة، أو من سبل بمعنى السلم. الختيارية على زماني كانوا يعطوا إكرام للبلد وينادوها "نبي الله سبلان"، بس احنا اختصرناها ومنقول النبي سبلان.
عنزات سيدي سبلان
ضيا حسين محمد عمر- فاعور (1916)، والدة محمد وابنة المختار آنذاك، عاشت القرية بكل تفاصيلها وحكاياتها، ومن مخزون ذكرياتها حدثتنا:
أنا خلقت بسبلان وتجوزت فيها مرتين. أول مره تجوّزت ابن خالي ونقلت أعيش معه ببيت دار عمي. البيت بعده موجود لليوم. ولما مرض ومات أهلي جوّزوني لسلفي بقيت هناك لحد ما هجّينا.
كنا بسبلان مبسوطين، بسبلان ما كان في نبع مي، وكانت الناس تنزل على وادي الحبيس تعبي وتغسل، كان الوادي بعيد، وتنزل عليه النسوان مع الدواب وتحمّل عليها أربع تنكات معي وعلى راسها تحمل تنكة حتى تسقي البقر وتشرب وتغسل.
بسبلان كان عنا بيرين ولليوم موجودين، بير للزوار وموجود تحت المقبرة غرب البلد، وبير نملّي منه ونسقي الطرشيات وهو موجود باب المقام تحت بيت أهلي.
انا وصاحباتي كنا نروح نحطّب ونحمل على روسنا والشاطرة اللي حملتها اشلب، بس الرجال مساكين، كانوا يحطبوا على الدواب (ضاحكة).
ويؤكد يوسف محمد فاعور، وهو يسكن اليوم في قرية حرفيش (1928):
النساء كلها كانت تشتغل بالفلاحة، يزرعوا دخان ويحوشوا الزيتون والعنب والتين ويفلحوا. بلدنا كانت مشهورة بالدخان وكان في شركات تيجي على البلد وتستلم الدخان من الفلاحين. مع انه بلدنا ما كان فيها دكاكين ولا مطاحن ولا معاصر، بس بلدنا ما كانت فقيرة وكان عندها استقلال ذاتي، تزرع وتوكل، ومعظم الناس كانت تملك أراضي بالبلد.
وعن المقام حدثتنا ضيا فاعور:
مقام سيدي سبلان كان حدنا وكنا نزوره ونحافظ عليه ونصلي فيه، وكان يساعدنا بمشاكلنا. كان مثلا اللي ما يجيب أولاد ينزل على المغارة يندر، ولما يخلف أولاد ييجي يزَوّرها، ويبرم حول النبي سبلان سبع مرات.
في يوم من الأيام نزلت ستي على الوادي حتى تغسل اواعيها، حطت الدست على الأرض وطلعت حتى تجيب عودين حطب حتى تشعّلهم وتغسل. لما رجعت ما لاقت الدست. صارت تبكي، وسالت الراعي إذا شاف حدا ماشي مع دست، قاللها في زلمه قاعد جنب اليرنحينة وجنبه دست. نزلت ستي ولاقت الزلمة صار أعمى وقاعد وحاطت الدست جنبة. سيدي سبلان الله بستر على خاطرة انتقملها لستي وعماه للحرامي.
كانت الناس تجيب المعزا ويطوفوها حوالي سيدي سبلان سبع مرات ويخلّوا باب المقام مفتوح، وكان أحسن كرّاز (تيس الماعز) فيهم يفوت على سيدي سبلان ويصير يشطّر وما يمشي مع القطيع. يقولوا "هذا الكراز للمقام" ويتركوه لسيدي سبلان، وشوي شوي كتروا العنزات وصاروا يسرحوا لحالهم في الجبال وينزلوا على وادي الحبيس وعلى البلد. واللي يحاول يسرقهم أو يمد أيده عليهم تيبّس أيده.
في يوم اجا واحد وفات على المقام وسرق الكرّاز، ولما مسكوه وجابوه على المقام حتى يحلف يمين انه هو السارق، حلف كذب وفجأة انقلعت عينه وبوزه التوى. سيدي سبلان عصبي وكانت الضربة تبيّن بساعتها.
تروح الثوار وتيجي الانجليز...
تستمر ضيا في انتشال ما تبقى من ذكرياتها وتحدثنا عن الانجليز:
أنا خلقت بالسنة اللي دخلت فيها الانجليز... شو بدي احكيلك عن الانجليز، ذبّحونا الانجليز. كانوا ييجو ويكسّروا خوابي الزيت ويطولوا السميدة والعدسات ويحطوهم بنص المصطبة ويخبطوهم ببساطيرهم، ويلمّوا الشباب ويكتفوهم ويحطوهم بسهلة، ويلمّوا النسوان ويكتفوهم ويحطوهم بسهله تاني.
بذكر كانوا يجو على ابني، كان وجه ناصح وابيض، ويحطوا الباروده على كرشه ويقولوه "انت بدك تصير كابتن"، يدفشوه ويضحكوا عليه
الثوار من كل البلاد كانت دايري بالجبال، وتفوت على القرى حتى توكل وتشرب، وبعد ما تطلع يدخلوا الانجليز ويقولولنا كانوا الثوار عندكم. يعني احنا شو بدنا نعمل، مجبورين نستقبل الثوار ونطعميهم. يعني اليوم يتغدّوا بحرفيش وبكرا يتغدّوا عنا، وبعدها بدير القاسي واللي وراها بسحماتا وهيك.
بذكر منهم شخص اسمه عبد الله وكان لقبة الأصبح، مره اجا عنا وأنا كنت حبلى بمحمد ابني، اجا وتغدّى وقاللي بخاطرك وانشاالله برجع وبلاقيك جايبي الصبي، قلتله الله يسهل عليك. نزل على وادي الحبيس وطلع على المنطقة بين البقيعة وبيت جان وهناك طوّقوه الانجليز وقتلوه وقبروه بسعسع. شو بدي احكيلك... هاي عيشتنا، تروح الثوار وتيجي الانجليز وهيك عشنا بسبلان.
مره دخل الانجليز على البلد، وكان في واحد من حرفيش هارب منهم، لبس تخفيفه وعمل حاله مرا وقعد بين النسوان. قامت مرا بدها تبوّل، وشلحت وقعدت قدام النسوان، وهو قاعد متخبي بينهم (ضاحكة). كانت الانجليز تعذّب الرجال كتير وكانوا مرات يشلحوهم البنطلون ويقعدوهم على الصبر.
حول مقتل أخيه رضا فاعور، حدثني يوسف محمد فاعور:
الانجليز كانوا يجيو ايمتا بدهم، يطوقوا البلد ويفتشوا على ثوار وعلى سلاح واللي يمسكوه يبهدلوه من الرجال،
ببيت أهلي بسبلان كنا أربع أولاد وأربع بنات، اخوي رضا طخه الجيش الانجليزي باول ال 1939. اخوي كان متزوج وعنده أولاد، وكان رايح على دير القاسي يزور أهل مرته، قام أخوها وكان عنده فرد مصدّي خربان وأعطاه إياه حتى يصلحه عند واحد من البقيعة. بنفس النهار اللي رجع فيه على سبلان، الانجليز حوطت البلد ومسكوا معه الباروده. أخذوه على ساحة البلد وربّطوه، وجمعوا أهل البلد وطخّوه قدام الناس. يومها أنا كنت ولد صغير وبين الناس، وشفت اخوي عم بموت. لما انقتل رضا كان عنده بنت وكانت مرته حبلى بشهرها الأخير. الانجليز ما عملوا غير عاطل النا، كانوا يعتقلوا الشباب ولما الطقس يكون بارد كتير وشتاء، كانوا يجيبوا مي باردة ويغطولهم راسهم فيها. محطات من رحيل ضيا فاعور
تم احتلال سبلان في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1948، في سياق عملية حيرام، وجاء في تقرير خرب الاستقلال بان الكتيبة الأولى من لواء جولاني، التقت عندما وصلت سعسع بوحدات من لواء شيبع السابع التي كانت قد شكلت الجانب الآخر من العملية نفسها. دخلها الجنود الإسرائيليون وكان العلم الأبيض يرفرف فوق قبة المقام.
عندما سألنا الجدة ضيا: شو متذكري من يوم الرحيل" أجابت بسرعة وكأن ذاكرتها انتعشت فجأة:
متذكري كل شي، صارت الناس تقول "اليهود استحلوا (احتلوا) حيفا وصاروا بسعسع، استحلوا حيفا وصاروا بسعسع"، اللاجئين هجّت ع بلدنا وكانت الناس مسطحة بين العنب والتين.
النسوان هربت واخدت أولادها وراحت على الوعر، الشباب انهزمت والختياريّه ضلت بالبلد.
أبوي كان مختار، لما اجو عليه اليهود رفع البيرق (العلم) الأبيض على سطح المقام بين القبب. ولما شافت اليهود البيرق، طبطبوله على ظهره وقالوله انت مختار منيح وراح تعيش مثل ما كنت عايش على زمان الانجليز وأحسن، بس وين أهل البلد؟؟، قالهم والله أهل البلد طلعت على الوعور وخايفين من الطيران والجيش. قالوله اطلع ونادي انه اليهود طوّقوا البلد واللي برجع قبل الساعة ستة الصبح بموت. طلع أبوي ونادى لأهل البلد انه ما يرجعوا إلا لبعد الساعة ستة الصبح.
لما صارت الساعة ستة الصبح، سحبنا حالنا ورجعنا على البلد وانبسطت الناس. بعد أربع أو خمس أيام اجا الجيش وطوّق البلد كمان مره، وهاي المره كان معهم كتير عرب يعني مش كلهم يهود، وطلبوا من النسوان تذبح الدجاج وتطبخ للجنود. بذكر انه ذبحنا 100 طير دجاج، وبعد شوي اجو قالولي انه زوجي صالبينه وبدهم يطخّوه، رحت اركض وشفتهم صالبينه، قال لي روحي قولي لامي تنزل عند علي هاني ونصيف من حرفيش حتى يحكوا مع الجيش انه ما يقتلوني.
نزلت أم زوجي على حرفيش، وبالطريق سبّقولها المطوقين وقالولها ارجعي يا مرا أحسن ما نطخّك، قالتلهم ما بدّي ارجع بدي أجبلكم سمن حتى اطبخلكم الدجاج. تركوها ونزلت عند نصيف وأجا وفك جوزي وما طخّوه.
بعد شوي اجو صففوا الرجال بصف والنسوان بصف، وقالوا انه اللي بتواجد بالبلد بعد بساعة راح نقتله.
أنا صرت اركض لجهة وجوزي يركض لجهة تانية، أنا وأولادي الأربعة انهزمنا على وادي الحبيس، ومن هناك طلعت على حرفيش عند دار محمد نمر اللي استقبلوني وضيفوني ببيتهم. أهلي هجّوا على لبنان وما عدت شفتهم، وجوزي كان متخبي بالوعر وتاني يوم اجا على حرفيش.
أجا جوزي وخاف علي وعلى ألاولاد وحملّي على الجمل، وحط عليه فراش وكيلو سميدة وبعت معي واحد بالإيجار يوخدني على لبنان، وقاللي إن لاقيت الأوضاع تحسنت بروح اجيبك من لبنان وان لاقيت الوضع صعب بلحقك لهناك.
لما صارت الناس تقطع قسائم ولما صاروا يعملوا احصى انفس، راح جوزي حتى يجيبني من لبنان، ورجعنا عن طريق مرج سعسع وعبرنا من جنب صيرة (حظيرة). بذكر انه ابني محمد كان حاطت بجيابه علب سردين من العلب اللي اخدناها من الإعاشة بلبنان، وبنتي انصاف كانت ترضع بعدها. لما قرّبنا على الصيرة، قاللي جوزي اسبقيني انت والأولاد لأنه الجيش ممكن يكون قاعد بالصيرة، وأنا بمشي وراكو. الدنيا حوالي نص الليل وبرد كتير. لما صرنا على سوا الصيرة سمعت صوت طقّة بارودة، خفت ورجعت لورا واللا فزوا حوالي 30 جندي بوجهي، صرت اصرخ وأقول حريم حريم حريم... صارت الأولاد تزعق وتبكي، اجو وحطّوا أيديهم على تمهم وصاروا يتنصتوا حتى يشوفوا إذا في حدا معي. اجا واحد منهم وقاللي مين معك؟، قلتله ما معي حدا. قاللي كيف جاي لحالك، قلتله وجوزي بحرفيش وأهلي بلبنان. وأنا بدّي أروح عند جوزي. قاللي لا، اللي بحرفيش بحرفيش واللي بالرميش برميش، ولو انت زلمه اسا متّ هون، روحي ارجعي على رميش. جرّوا الأولاد معي ووصلوني من تحت الشارع وقالولي روحي على رميش وصاروا يطخوا بين اجرينا. نزلنا وكان في هناك عين، قعدت على رأس الحجز وحطّيت بنتي على بزّي وقعدت ارضّعها وابني كنعش بجدوعة (شجرة صغيرة) وصار يطول سردين ويدحش بالجدوعة والدنيا تنعف علينا ثلج ثلج. وييجو البنات والأولاد ويقولوا يمّا بدنا نموت وأنا اقولهم الحمد الله.
فجأة اجا عليّ واحد من ميعار، سألني شو بعمل هون فحكيتله قصتي ولما سألته هو شو بعمل هون قاللي، إحنا كنا حوالي 12 شخص من ميعار راجعين على البلاد، ولما سمعنا صوت رصاص، أنا قلتلهم أنا ما بدّي أكمل وقررت ارجع على رميش.
ضبضبلي الأولاد وحطهم على ظهر الفرس، ومشّاني أنا بالأول لأنه كان خايف من الحرامية ، ورجعت على رميش أنا وأولادي، كنا كتير تعبانين وبردانين واجرين الأولاد كانت وارمي من البرد والمشي. قعدنا برميش ثلاث أو أربع أيام، وبعدها بعتولي دار عمي واحد درزي من حرفيش يجيبني، ولما رجعنا معه ما اجينا الطريق اللي من ناحية سعسع واجينا من نواحي دير القاسي. بالطريق لاقينا حوالي 20 مهرب ومحملين ع ظهورهم أغراض من لبنان ومعهم بواريد. احنا خفنا كتير وما حسّيت واللا الدرزي هرب على الوعر وتركني لحالي أنا والأولاد. المهرّبين شافوني ووقفوني بس بعدين تركوني امشي على حرفيش.
ما تبقى من سبلان...
لم يبق من القرية سوى المقبرة والبئر وأربع بيوت، منهم بيت المختار حسين عمر والد ضيا وبيتها التي تزوجت به. اليوم تستعمل هذه البيوت لخدمة مقام النبي سبلان وزواره.
أما عن سكان القرية، فقط رحل معظم أهل القرية الى لبنان، بينما لجأت أربع عائلات فقط الى القرى المجاورة. ويقدّر عدد مهجري سبلان اليوم في فلسطين المحتلة حوالي 200 نسمة تقريبا.
عن هذا حدثتنا الحاجة ضيا قائلة:
إحنا لجئنا لحرفيش وهناك الله دبرني، كنت اشتغل ليل ونهار، ربيت ستة أولاد لحالي، كبرتهم وعلمتهم وجوّزتهم لأنه جوزي كان بالسجن 14 سنة ونص. بحرفيش كنت اعجن واخبز واطلع بالليل والصبح أروح على الجاعونة والخالصة وكيبوتس سعسع واشتغل بالأجار بالأراضي اللي صادروها اليهود، آخذ ليرتين ونص وارجع عند أولادي
مرة حاولت ارجع على سبلان حتى أجيب شوية زيت وأغراض من بيتنا بسبلان، ولما وصلت ما لقيت اشي بالبيت، لا سميدة ولا قمح، خوابي الزيت كانت مكسّرة ومرمية بالإسطبل، الناس والجيش نهبوا كل اشي. لاقيت بس الجاروشة هناك، حملتها على راسي ورجعت فيها على الجش عشان اجرش عليها العدس والحمص والفول للأولاد. وهاي الجاروشة لليوم بعدها موجودة عندي.
ويضيف يوسف فاعور:
بعد الاحتلال استولى أهل حرفيش بدعم من الحكومة، على أراضي سبلان، وكانوا يضمّنوا أراضيها لبعض ويحرثوا ويحوشوا والربح يستعملوه لترميم وبناء المقام.
بسنوات الستين تقريبا هدّوا بيوت القرية، وحصلت الطائفة الدرزية على ارض سبلان والمقام بدعم من الحكومة الإسرائيلية. واليوم تُستغل الأرض في تطوير مشاريع وأبنية لخدمة الطائفة الدرزية والمزار.
المقام اليوم معروف بس وكأنه مقام درزي، بس على أيام سبلان، ما كان هذا المقام منسوب لطائفة معينة، كان لكل الطوائف وكانوا يجوا عليه من سوريا ولبنان والأردن ومن كل البلاد، بس اليوم انقلبت الحكاية...
---------------------------
المصادر:
• وليد الخالدي- كي لا ننسى 1992.
• جميل عرفات. (2002). من ذاكرة الوطن: القرى الفلسطينية المهجرة في الجليل
احمد نايف فاعور زوج الحاجة ضيا / אחמד נאיף פאעור, בעלה של אלחאג'ה דיא
محمد احمد فاعور / מוחמד אחמד פאעור
ما تبقى من بيوت النبي سبلان / מה שנשאר מבתי הכפר סבלאן
مقبرة قرية سبلان / בית הקברות של כפר סבלאן
بطاقة تموين تابعه لمحمد فاعور / כרטיס מזון- מוחמד פאעור
مقبرة قرية سبلان / בית הקברות של כפר סבלאן
دفتر نقط / פנקס נקודות
بئر تابعة لقرية سبلان / באר ששיכת לכפר סבלאן
وصل بالضريبة المحصلة / קבלה עבור מסים
وصل بالضريبة المحصلة / קבלה עבור מסים
مقام النبي سبلان / מקאם הנביא סבלאן
مدخل مقام النبي سبلان / דלת הכניסה למקאם
ما اخرجته ضيا فاعور من سبلان / חפצים שהוציאה דיא פאעור מסבלאן
ما اخرجته ضيا فاعور من سبلان / חפצים שהוציאה דיא פאעור מסבלאן
قرية حرفيش المجاورة لسبلان / בתים בכפר חורפיש הסמוך לכפר סבלאן
خارطة قرية سبلان / מפת כפר סבלאן
صالحه فاعور، لاجئة من لبنان / סאלחה פאעור, פליטה בלבנון