شارع دوستاي 15، قطعة 30005، قسيمة 192 (قسيمة 33)
معرض "القطمون القديمة: أرشيف متيقّظ" سيُقام في مبنى جديد أقيم على أنقاض منزل فلسطيني يشكّل جزءًا لا يتجزأ من قصة الحي التي تعود إلى مطلع عشرينيات القرن الماضي. يمتد الحي من دير سان سيمون شرقًا، ويبدو أنّ الاسم قطمون مشتقٌ منه، فمعناه باللغة اليونانية "عند سفح الدير"-كاتو موناستيري. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ببيع العقارات التي كانت بحوزتها، ومن ضمن ذلك، الأراضي المجاورة لدر سان سيمون (St.Simeon Monastery)، والتي بيعت أساسًا لأبناء الطائفة الأرثوذكسية، ومن ثم لأبناء طوائف مختلفة.
الطريق المُسمّاة حاليًا بشارع دوستاي تتفرّع من طريق المالحة التاريخية التي كانت تربط البلدات الكبيرة والمهمة، المالحة، الولجة وبتير بمدينة القدس. ومع أنّ هذه الطريق كانت رابطة بين المدن، بمفاهيم تلك الفترة، إلا أنّها ازدهرت في مرحلة لاحقة في مسار تطوّر وازدهار الحي. عند جنوبي المُنحدر، كان هناك مصنع ثلج شهير (لعائلة شتاكليف- Shtaklif)، حيث يقع حاليًا الكنيس المجاور لمبنى مستشفى "ميسغاڤ لداخ". تمرّ هذه الطريق أيضًا بالقنصلية العراقية (حزقياهو هميليخ 30)، وتصل إلى "ميدان الفلاسفة" (حاليًا، ميدان د. مكابي هرتسبرغر- بيت إلشيفاع)، حسب تسميته خلال فترة الانتداب. كان ميدان الفلاسفة نقطة وصل بين القادمين من جنوبي ميدان عابدين (ريحا فريير) من الناحية الغربية، والذي كان يعتبر القلب النابض للحي.
مع أنّ هذه المنطقة تُدرج حاليًا ضمن حي القطمون، إلا إنّها كانت مدارة، تاريخيًا وإداريًا، في سجّل أراضي قرية المالحة. التسجيل الانتدابي الأول، والذي يعود على الأرجح إلى يوم 14 تشرين الثاني 1921، يشير إلى بيع مساحة 21 دونم و200 متر مربّع من قِبل شخص يُدعى جاليبولي (أو ربّما من منطقة جاليبولي)، لشخص يهودي باسم يسرائيل بن يعقوڤ حكمشڤـيلي. بعد مرور عامين، قام الأخير ببيع الأرض لشخص آخر يُدعى "حاجي" (Hadji)، والذي نقل الملكية يوم 16 كانون الثاني إلى كنيسة اللاتين. في 23 تموز 1930، قامت كنيسة اللاتين ببيع قطعة أرض بمساحة 19 دونم ورُبع، التي يرجّح أنّ المنزل أقيم عليها لاحقًا على يد عائلة سهيلة محمود صالح، التي اشترت الأرض عام 1942 مقابل 1650 ليرة فلسطينية.
في الصورة الجوية التي تعود إلى 25 كانون الثاني 1946، يظهر أنّ المبنى واقع على الجهة الجنوبية لقطعة الأرض هذه.
عام 1985، باع القيّم على أراضي الغائبين لـ "سلطة التطوير" مساحة 451 متر مربّع من الأرض المشاع (حسب قانون الأراضي العثماني، أرض ليست بملكية خاصة مُطلقة، وغير قابلة للتوريث). في 16 كانون الأول 1968، باعت سلطة التطوير العقار لشموئيل ودينا حسون.
مع ذلك، وبحسب شهادة أبناء عائلة حسون، الانتقال إلى المنزل تم قرابة عام 1955، بعد أنّ قام أب العائلة بشراء المنزل من عائلة يهودية متدينة. كان سقف المنزل مسطّحا، وكان مؤلّفًا من غرفتين كبيرتين، غرفة جانبية صغير، غرفة استحمام، مراحيض ومطبخ. اتّصلت الغرف ببعضها البعض بواسطة ممر طويل. على أرضية المطبخ، كان هناك مدخلا لقبو استخدم كخزّان ماء (لتخزين مياه الأمطار أو لجريان المياه السطحية)، وفي فترة لاحقة، استخدم كمعملٍ لإنتاج وتعبئة معجون تلميع الأحذية.
بعد عام 1967، حضرت إلى المكان سيدة فلسطينية خمسينية من بيت لحم بصحبة ابنها، وقد دعتها عائلة حسون لدخول المنزل. يجهل أبناء العائلة هوية تلك السيدة، ولكن يقدّر أنّها سهيلة محمود صالح، أو واحدة من عائلتها.
أورث الزوجان حسون العقار لأبنائهما الأربعة (ابن وثلاث بنات) عام 1999. وفي عام 2000، بيع المنزل لمجموعة مشترين، وذلك عقب مبادرة تعاقدية وخطة جديدة بخصوص هذه القسيمة. خلال مسار التطوير، هُدم المنزل الأصلي الذي كان قائمًا في المكان على مدار 70 عام. يرجّح أنّ أشجار النخيل الضخمة التي زيّنت مدخل المنزل زُرعت على يد السكان المحليين قبل عام 1948.
====
البحث التاريخي: إيلان شطاير
لتحميل الملف