ملخَّص بحث تاريخي – شارع مَعَنيت 11 – بيت عائلة عيسى صفدي، العجمي، يافا
معلومات عامة:
طبقا للمعلومات المحتلَنة، رقم القطعة هو 8992 ورقم القسيمة 50. رقم القطعة للموضع المسمّى مَعَنيت 11 كان حتى عام 2008 – 7032 ورقم قسيمته 32. اتّخذت إدارة أراضي إسرائيل قرارا بإجراء التغيير أعلاه، لم نفلح في فهم مبرّره. طبقًا للمعلومات من عام 1935 التي تتوفّر لدينا، كان رقم القطعة 32، أو 7032، وكان رقم القسيمة 32.
تاريخ المبنى والمنطقة قبل 1948:
طبقا للمستندات المحتوَية في ملف المبنى، أقيم هذا في ثلاثينات القرن العشرين -بعد عام 1934 على ما يبدو. مقدِّم الطلب لإقامة المبنى كان عيسى صفدي. شقيق عيسى، يونس يوسف صفدي، رمّم لعائلته منزلا في شارع محاذٍ تابعٍ للقطعة ذاتها (7032)، لكن على القسيمتين 37 و-38. يقع بيت يونس اليوم في شارع لَعَنا 3.
مقابلَ منزل عيسى صفدي عملت مدرسة تابعة للراهبات. بالإمكان رؤية مدخَل المنزل المسدود مقابلَ مدخل البناية في شارع معنيت 11. تقيم في الوقت الحاضر في ذلك المجمّع أسر فلسطينية مكّنها كاهن الكنيسة الأرثوذكسية من السكن هناك بهدف حماية الممتلكات والبناية.
استنادًا إلى المستندات المتعلّقة بيونس صفدي، يمكننا أن نستنتج أن الحي كان يحمل اسم كرم السمّاك. حاولنا الاستفسار عن هذه التسمية لدى شهود محليين يقيمون اليوم بالقرب من هذين المنزلين، لكن هؤلاء لم يعيشوا في منطقة العجمي قبل عام 1948، بل في مناطق أخرى من يافا، ولم يعرفوا هذا الاسم. في أعقاب نكبة 1948 ترمّلت زوجة يونس، وبقيت تقيم في منزلها في يافا. تتوفّر لدينا شهادات على ذلك. لكن، يبدو أن هذا المنزل انتقل في نهاية المطاف بدوره إلى تصرّف الوصي على الأملاك، إذ أن هناك في ملف المبنى مستندات تشهد على ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن منزل عائلة الدجاني كان يقع بضعةَ بيوتٍ أسفلَ البيت الذي بناه عيسى صفدي (في معنيت 11)، في الموضع الذي يحمل اليوم عنوان معنيت 1.
في شارع هلعنا 3، يقيم اليوم شخص من عائلة صفدي، طبقا لإشارة موضوعة على الباب. لكن فلسطينيا محليا يقيم بمحاذاة المنزل في شارع معنيت منذ عام 1948، وكان يقيم حتى ذلك في يافا بالقرب من جادة القدس، أبلغنا بأن عائلة صفدي المقيمة في شارع هلعنا 3 ليست عائلة صفدي عينها التي أقامت في ذلك المكان قبل 1948. العائلة الأصلية كانت مسيحية وكانت ذات أصول محلية، أما العائلة التي تقيم اليوم هناك فمسلمة وقَدِمت من شمال البلاد. أحد الشهود الذين تحدّثنا إليهم حول المبنى القائم في رَزيئيل 3 روى لنا أن والده، الذي كان يعمل حلاقا في شارع بوسطروس عوّاد، أعطاه كوشانًا استلمه من يونس صفدي لقاء مبلغ 500 ليرة فلسطينية كان الأخير مدانًا به لأبيه. وكان يونس قد وقّع على كمبيالةٍ رَهَن بواسطتها منزلَه لصالح الوالد إلى حين سداد الدين. لم يُسدَّد الدين حتى عام 1948، ولا يزال ذلك السند بحوزة الشاهد المذكور. وكنا حين التقيناه سألناه إن كان يعرف عيسى أو يونس صفدي، فقصّ علينا حكاية الكمبيالة وشعر بالانفعال عند تعرّفه على المكان الذي تواجد فيه بيت يونس صفدي.
شهود محلّيون يقيمون في المبنى بشارع معنيت 11 قصّوا علينا بأنّ شابا فلسطينيا من عائلة سِكسِك المقيمة في الوقت الحاضر في الأردن، جاء المكانَ قبل بضع سنوات وقال بأن المنزل في شارع معنيت 11 كان ملكا لعائلته.
حاولنا أن نستوضح من الوثائق إن كان عيسى صفدي قد باع المنزل لعائلة سِكسِك، لكننا لم نجد توثيقا للأمر. شهود محليون (بعضهم من عائلة سِكسِك ويقيمون حتى اللحظة في مدينة يافا) رووا لنا بأن عائلة سِكسِك أقامت بعد النكبة في منزل عيسى صفدي، ثم تركت، فأُجِّر البيت، الذي انتقل إلى ملكية الوصي، لعائلات أخرى عبر شركة حَلَميش.
كانت عائلة صفدي عائلة معروفة في يافا، وكانت تملك منازل أخرى في المدينة، مثلا قرب صيدلية عائلة جداي الواقعة في الشارع الذي يحمل اليوم اسم يَفِت. أحد الشهود روى علينا قصصا عن جورج صفدي الذي كان سكرتيرا في مدرسة للبنين. والد جورج صفدي المذكور كان على يبدو بائع حليب. كان لجورج ثلاثة أشقاء، أحدهم – سليمان – كان مهندس بناء، وأخ آخر كان حلاقا عمل في شارع بوسطروس. بقي جورج صفدي في يافا بالرغم من النكبة، لكنه هاجر في نهاية المطاف إلى أستراليا، حيث يعيش كل أفراد عائلته، وهو اليوم في ال-87 من عمره.
لم نفلح في العثور على صلة بين جورج صفدي وعيسى صفدي أو يونس يوسف صفدي. ولم ننجح في الاتصال بأي فرد من عائلة صفدي الأصلية التي بنت المنزل الواقع في معنيت 11.
تاريخ مقتضب للمنزل منذ عام 1948:
انتقل المنزل بعد 1948 إلى تصرّف الوصي على أملاك الغائبين. في سنوات الثمانين من القرن الماضي خضع المنزل لملكية شركة حلميش (للسكن العمومي). في التسعينات وسنوات ال-2000 بيع المنزل شُققًا لمواطنين إسرائيليين فلسطينيين. تضم البناية في الوقت الحالي أربع شقق، اثنتين في الطابق السفلي، واحدة في الوسط، وأخرى في الأعلى.
معلومات محتلَنة عن المنزل اليوم:
مالكو البناية: بعضهم إسرائيليون فلسطينيون وبعضهم إسرائيليون يهود. اشترى الفلسطينيون شققهم من شركة حلميش قبل حوالي 13 عاما. أما مالكو الشقق اليهود، فقد اقتنوا إذنًا بالبناء على السطح، وأقاموا عليه شققا جديدة.
لتحميل الملف