لمدة 4000 سنة كان ميناء يافا بوابة الدخول للبلاد والخروج منها. أبناء الديانات جميعها بدأوا رحلة الحج من هنا باتجاه القدس ومكة، واللاجئون هربوا من هنا باتجاه البحر. هاجمت الميناء والمدينة التي بجانبه عواصف كثيرة خلال تلك السنوات، ولكن أيا منها لم تكن بصعوبة تلك التي حدثت عام 1948 والسنوات التي تلتها، والتي محت بشكل شبه كامل كل حرف من تاريخ المدينة غير البعيد. هذه الجولة مخصصة لبعض المعالم التي «رحمتها » عملية المحو هذه، ولما يستتر وراء ما كتب عن المحو
بقلم رصاص فظّ.
سياسات بلدية تل أبيب تجاه يافا، كما عرفها المؤرخ مارك لفين، تميزت بكونها إستراتيجية «محو وإعادة كتابة »- التخلص من الماضي الفلسطيني وإلباس الفضاء بغطاء صهيوني. كما سنرى في الجولة، هذا الغطاء ليس غطاء صهيونيا بالذات، مع أنها رمز للقميص المقلم- وإنما عدد متنوع من «إعادة الكتابة » والتي تجتهد من أجل تعبئة الفراغ دون أن تنجح بذلك دائما: في الفراغات الدقيقة فيما بينها لا زال بالإمكان قراءة قصة المدينة التي كانت، والتي لا تزال، فلسطينية.
-----------------------
هذه الجولة هي ضمن كتاب "حكاية بلد - دليل مسارات" الذي اصدرته جمعية زوخروت عام 2012
يمكن شراء الكتاب من خلال موقع دار نشر فرديس او من مكتب الجمعية (الدفع نقدي أو شيك).
سعر الكتاب: 50 شاقل.
لمزيد من التفاصيل يرجى التواصل مع debby@zochrot.org
لتحميل الملف