مقدمة
"دخلوا على البلد بالليل، الحرس حسّ عليهم وصار يطخّ. الجيش حوّط البلد، وتركها مفتوحة من الشرق حتى تطلع الناس وصاروا يضربوا علينا بالمدافع. وهيك طلعت الناس قبل ما توصل اليهود البلد".
هذا ما قاله قاسم نصرة (1913) إبن قرية كويكات والذي يسكن اليوم وعائلتة في قرية المزرعة قضاء عكا. حكاية قاسم هي حكاية القرية، وحكاية القرية هي رواية تهجير شعب بأكمل وتطهيره من المكان والزمان. كويكات هي إحدى قرى قضاء عكا في الجليل الغربي، وتعتبر موقعًا أثريًا يحتوي على نحت في الصخور، مغاور، مقابر ولا سيّما تل ميماس التي كانت تضم خزانات قديمة للمياه ومعاصر للعنب ومدافن محفورة في الصخر، يعود تاريخها الى العهد الكنعاني (على الأرجح).
شارك ابناؤها في ثورات فلسطين ومعاركها الى أن تم احتلالها في تموز 1948 خلال المرحلة الأولى من العملية الصهيونية المسمّاة "ديكيل". لم يبقَ من بيوتها سوى القليل وما زالت اشجار زيتونها قائمة بين بيوت المستوطنين، يفترض أن تذكرهم بزمانٍ آخر..
تعمل زوخروت على إيصال تاريخ النكبة الفلسطينية للجمور عمومًا، والجمهور اليهودي خصوصًا. وقد صدر هذا الكتيّب بمناسبة جولة في قرية كويكات ستقوم بها "زوخروت" نستمع من خلالها الى حكاية القرية على لسان مهجّريها.
هذا هو الكتيّب رقم 26 من سلسلة الكتيبات التي توثق تاريخ القرى الفلسطينية المنكوبة، والتي تصدرها جمعية "زوخروت - ذاكرات". صدرت قبله كتيبات عن المواقع التالية: خربة أم برج، خربة اللوز، الشيخ مونّس، المالحة، العجمي في يافا، حطين، الكفرين، الشجرة، ترشيحا، بئر السبع، إجليل، اللجون، سحماتا، الجولان، اسدود والمجدل، خربة جلمة، الرملة، اللد، عكا، حيفا، عين المنسي، الحرم (سيدنا علي)، عين غزال، لفتا ودير ياسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كويكات
ذكرها الصليبيون بعد احتلالهم لفلسطين عام 1104، مرة بإسم كويكت ومرَة بإسم كاكيت، كما أنها وردت في الحولية السنوية لولاية بيروت عام 1916م بإسم القويقات. هي إحدى قرى قضاء عكا في لواء الجليل الغربي وتعتبر موقعا أثريا يحتوي على نحت في الصخور، مغاور، مقابر ولا سيّما تل ميماس التي كانت تضم خزانات قديمة للمياه ومعاصر للعنب ومدافن محفورة في الصخر، يعود تاريخها الى العهد الكنعاني (على الأرجح). تبلغ مساحة قرية "كويكات" 4733 دونما ووصل عدد سكانها عام 1948 الى أكثر من 1100 نسمة. عمل أهلها في الفلاحة كباقي سكان قرى الجليل، واشتهروا أيضًا بتربية المواشي.
بنى العثمانيون في القرية مسجدًا عام 1887، ولم تكن له مئذنة ولا قبّة. وعيّن أهل القرية الشيخ داود ذياب، احد أبناء القرية، إماماً وخطيبا له. وبما انه لم يكن في القرية مدرسة، فقد استعمله الأهالي كمكان للتعليم.
في عام 1933 تبرّع عوض عبد الحليم، احد أبناء القرية، بقطعة ارض في وسط الجهة الشمالية من القرية، لبناء مسجد جديد، والذي أنجز بناؤه عام 1934 حيث انتقل أهل القرية للصلاة فيه، وعُرف الجامع القديم فيما بعد بـ المنزول.
مع ازدياد عدد السكان والتلاميذ، طلب أهل القرية من دائرة المعارف، بناء مدرسة ابتدائية، وبعد نيل الموافقة تم بناؤها عام 1935، وانتقل التلاميذ من المسجد الى المدرسة الجديدة. تقع المدرسة في الجهة الشمالية الغربية من القرية والى جانبها بئر ماء. وكان آخر صف فيها قبل النكبة، هو الرابع الابتدائي، حيث يلتحق التلاميذ بعد ذلك بمدرسة كفرياسيف المجاورة. بالإضافة، يوجد في القرية مقام للشيخ العربي الدرزي أبو محمد القريشي الذي سكن القرية ودفن فيها بعد مماته.
لم تكن في القرية سوق تجارية، بل بعض دكاكين السمانة. وبسبب قرب القرية النسبي من عكا، فقد استطاع سكانها الاستفادة من الخدمات التربوية والطبية والتجارية المتاحة في المدينة.
كانت الملابس والمواد الاستهلاكية والحلويات والفاكهة تشترى من أسواق عكا، كما كانت القرية تشتري منها ماكينات الخياطة وحلي النساء. وكان البيع والشراء يتم على ظهور الدواب في الغالب وفي اواخر الفترات السابقة للنكبة أصبح في القرية سيارة نقل واحدة يمتلكها غانم محمد العطعوط.
بالإضافة الى عكا، كان التجار يجلبون المواشي من سوق الصفصاف وسوق الخالصة وسوق كفرياسيف، ويبيعونها في أسواق حيفا ومستوطنة نهاريا، حيث فتح اليهود باباً لتجارة الأبقار، استفاد منه الكثيرون من تجّار القرية وغيرهم.
آذار 1938
لقد نالت قرية كويكات كغيرها من قرى فلسطين، نصيبها من تنكيل قوات الاستعمار البريطانية. ففي شهر آذار عام 1938 قاموا بشق طريق تربط بين قرى يركا وجولس وكفرياسيف، وتتجه شمالاً الى كويكات ومنها الى الحدود اللبنانية، وهي تتصل بالشارع الرئيسي الذي يربط بين عكا وصفد، وكان لهم قاعدة عسكرية قرب يركا. من اجل ذلك فرضوا على أهل كل بلدة يوم عمل مجاني لرصف الطريق، وجاء دور كويكات للسخرة فتسلل ثوار القرية وزرعوا لغماً ارضياً استهدفوا به سيارة جيب عسكرية بريطانية بعد رصدها. مرّت السيارة على اللغم فانفجر وقُتل من بداخلها من الضباط والجنود وعاد الثوار مسرعين الى قريتهم.
هرعت القوات البريطانية الى المكان وكانت كفرياسيف هي الأقرب اليها، ولما شاهد البريطانيون القتلى ثارت ثائرتهم وتوجهوا اليها واحرقوا قسما كبيرا من بيوت القرية ومحصولها، ثم علموا ان الذين زرعوا اللغم ثوار من كويكات، فتوجهوا شمالاً اليها مشياً على الأقدام وفور وصولهم بدأوا بإطلاق الرصاص على كل من صادفوه من الرجال حتى وصلوا الى الجامع. طلب الجنود مختار القرية، فجاء الحاج سيلم الغضبان يتوكأ على عصاه، فاخبروه عن الانفجار الذي أسفر عن قتل الضباط والجنود وطلبوا منه أسماء الثوار لملاحقتهم، فلم يستجب لطلبهم، فاخذوا العصا من يده واخذوا يضربون بها رجالا آخرين بعد نزع سراويلهم.
وقد سقط جراء ذلك الاعتداء الاجرامي تسعة شهداء، سبعة من أهل القرية واثنان من خارجها وهم:
احمد عبد اللطيف
حسين علي بدران
حمد محمد حسين
صالح احمد سنونو
علي محمد البيتم
محمد صالح اسكندر
محمد خليل عطعوط
أبو علي الصفدي، وكان يعمل معماريا في القرية وهو الذي بنى الجامع.
ذيب مزيان من قرية سعسع، كان ماراًً بالقرية.
معركة الكابري- آذار 1948
مع إعلان حكومة الاستعمار في شباط عام 1947 انتهاء انتدابها على فلسطين يوم 15 أيار 1948 وتسليمها السلاح والآليات الحربية للقوات اليهودية، اجتمع رجال القرية وقرروا شراء السلاح للدفاع عن القرية في الوقت الذي لم يكن فيه المال متوفرا لدى الجميع بسبب سوء الوضع الاقتصادي.
على الرغم من ذلك اشترك أهل القرية بشراء بعض الأسلحة مع العلم ان الرجال كانت تنقصهم الخبرة في السلاح كما كان ينقصهم التدريب على الرماية، فيما عدا من كانوا في سلك البوليس. في آذار 1948 انطلقت قافلة مؤن وعتاد من مستعمرة نهاريا الى قلعة جدين (قلعة قديمة منذ عهد الرومان) وبعض المستعمرات في الجليل الأعلى، وذلك عبر الطريق القديمة عكا صفد.
وبوصول القافلة اليهودية الى منطقة الريّس قرب مقبرة كويكات، تتقدمهم جرافة ومصفحتا حراسة وخمس سيارات شحن وباص، فوجئوا بإطلاق النار عليهم من الكمائن التي أعدّها ثوار كويكات والقرى المجاورة. لم تتمكن القافلة من التقدم وأثناء القتال الذي شارك فيه خمسة من جيش الإنقاذ بقيادة الضابط علوش، الى جانب أهالي قرى المنطقة، صدرت نداءات من المقاتلين الى اليهود تطلب منهم التسليم، ولكنهم رفضوا واستمروا بالمقاومة. وطلب المقاتلون وقوداً لإحراق الآليات، فأتوهم بكمية من البنزين، أخذها شحادة علي شحادة وأسرع الى المصفحة الأولى وأضرم فيها النار.
أسفرت المعركة عن قتل معظم أفراد القافلة وعددهم 46 جنديا بينهم امرأة، ومن الجانب الفلسطيني استشهد ثلاثة احدهم جندي من جيش الإنقاذ واحمد حسن من الكابري والثالث من لوبية، لم يُعرف اسمه، كان ماراً بجَملِه محملاً بالبرتقال من احد البساتين الى قريته. وجرح اثنان من كويكات وهما شحادة علي شحادة وذيب محمد سنونو والثالث حسين خليل من الشيخ داوود (الشيخ دنون اليوم).
الرحيل..
وقع الهجوم الصهيوني الأول على القرية ليلة 19 كانون الثاني عام 1948، حيث نجح أهالي القرية في صد الهجوم بما امتلكوه من أسلحة قليلة. وفي ليلة 7 شباط قاموا بهجوم آخر على القرية، وهنا أيضا نجح أهل القرية في صدّهم كما في المرة الأولى.
تم احتلال القرية في المرحلة الأولى من "عملية ديكل" بين 8 و 14 تموز. وفي سياق هذه العملية تم احتلال معظم الجليل الأسفل، بما في ذلك الناصرة. وقد بدأت عملية ديكل ليل 9 تموز، وذلك مباشرة بعد أن دخل أول وقف لإطلاق النار في الحرب حيز التنفيذ. وكانت الخطوة الأولى من هذه العملية تهدف الى الاستيلاء على سلسلة من القرى تقع على محور شمال- جنوب في تلال الجليل العربي. وقد استمدت الوحدات المهاجمة من اللواء شيفع (السابع) ومن الكتيبة الأولى في لواء كرميلي. وأدت هذه المرحلة المبكرة من عملية ديكل الى توسيع رقعة الأراضي الساحلية التي سيطرت القوات الصهيونية عليها في منطقة عكا، واحتلال القرى: عمقا، كويكات، كفرياسيف، ابوسنان، جولس، المكر، وجنوباً قريتي عبلين وشفاعمرو.
في تلك الفترة احتدمت المعارك بين اليهود والعرب وبدأت المدن والقرى العربية تتساقط بأيدي اليهود حتى وصلوا بعد فتره الى عكا وقاموا باحتلالها بتاريخ 19 أيار 1948.
في 9 تموز، جاء بعض العرب المتعاونين مع الصهيونيين الى قرية كويكات وطلبوا من المختار الاستسلام، غير انه رفض، ربما لخوفه من أن تتهمه الجيوش العربية بالخيانة، حيث أنها طلبت من أهل القرية عدم إخلاء القرية. في تلك الليلة عينها، بدأت عملية ديكل وقصفت كويكات، وعندها فرّ الكثيرون من سكان القرية الى قريتي أبوسنان وكفرياسيف وغيرها من القرى التي استسلمت لاحقاً ولحقهم الثوار فيما بعد. وبقي في القرية بعض المسنين الذين طردوا فيما بعد الى القرى المجاورة.
كويكات اليوم...
في كانون الثاني 1949، تم إنشاء كيبوتس هبونيم على أراضي القرية، قرب موقعها، وفي وقت لاحق أعيدت تسميته فأصبح يعرف باسم بيت هعيمك. وكان سكان هذا الكيبوتس من المهاجرين اليهود الذين أتوا من انجلترا وهنغاريا وهولندا.
لم يبق من القرية سوى المقبرة المهجورة التي تغطيها الحشائش البرية ومقام الشيخ أبو محمد القريشي، وثمة نقشان باقيان على قبرين، الأول لحمد عيسى الحاج والثاني للشيخ صالح اسكندر الذي توفي عام 1940. ولا تزال بعض البيوت قائمة حتى يومنا هذا، يسكنها أهالي المستوطنة، إضافة إلى مدرسة القرية التي تحولت إلى ملهى ومسبح لأهالي المستوطنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة البحث عن جفرا...
- مقتطفات من تقرير فاطمة عبد الرحمن، الجزيرة توك-
2 كانون الثاني 2008
ولدت الـ"جفرا" في قرية كويكات، كانت الـ"جفرا" وحيدة أبويها فلا إخوة لها ولا أخوات، ولم تتلق التعليم، في حين كان أولاد القرية الذكور يتلقون التعليم في مدرسة كفرياسيف القريبة من القرية.
"الجفرا" لم يكن اسما بطبيعة الحال، وإنما لقب أطلقه الشاعر أحمد عبد العزيز علي الحسن (1915) عليها تشبيهاً لها بابنة الشاة الممتلئة الجسم. وقد عرف الشاعر بين أبناء القرية باسم أحمد عزيز وهو من الثوار الذين شاركوا في وقعة البروة عام 1936.
أما اسم الجفرا الحقيقي فهو رفيقة نايف نمر الحسن (1923) من عائلة الحسن وأمها شفيقة إسماعيل. كانت سمراء اللون، ذات ملامح ناعمة، وكانت أمها خياطة تهتم بابنتها الوحيدة وتحرص عليها وتعززها وتكرمها وتظهرها بأجمل حلة. وكان أحمد عزيز ابن عمها مفتول العضلات ويحترف قول العتابا والزجل، تقدم لخطبتها وتمت الموافقة وتزوجا فعلا وهي في سن الـ16 تقريبا. أما أحمد عزيز فكان في حوالي الـ20 من عمره.
وأعراسنا كانت كسائر أعراس الفلاحين في فلسطين، يعزف فيها المجوز والشبّابة والدربكة،
وكان الأهالي يرقصون الدبكة نساءً ورجالا.
لم يوفقا في زواجهما، وأرادت أمها أن يتم الطلاق وطلقت فعلا ولم يستمر زواجهما سوى
أسبوع واحد، ولم يكن الطلاق أمرا سهلا فقد قامت بالهرب، وهو قام بملاحقتها حتى استقرت
في بيت أهلها. جرت محاولات لإرجاع الجفرا لبيت زوجها إلا أنها رفضت ذلك.
بعد ذلك بفترة تزوجت الجفرا من إبن خالتها محمد إبراهيم العبد الله. وعندما قطع أحمد عزيز أي أمل في رجوع جفرا إليه شعر بمرارة شديدة لحبه الشديد لها.
وكان أهالي القرية يمرون أمام بيت الجفرا لأنه يطل على الطريق المؤدية لعين الماء، وكانت هي أيضا تخرج مع الأهالي متوجهة للعين، فكان يقول فيها شعرا كلما رآها وهي في طريقها للسقاية
من عين الماء، حاملة جرة من فخار :
جفرا يا هالرّبع نزلت على العين، جرّتها فضّة وذهب وحملتها للزين
جفرا يا هالرّبع ريتك تقبرينــي، وتدعسي على قبري يطلع ميرامية
وقد رُزقت الجفرا في فلسطين وبعد زواجها من ابن خالتها بابن اسمه سامي وبنت اسمها معلا. أما أحمد عزيز فقد استمر بالتشبيب بالجفرا في قصائده وعتاباه، وجمعها في كتاب أسماه
كتاب الجفرا، وقد لقب الشاعر نفسه بـ "راعي الجفرا"، وذكر الشاعر عز الدين المناصرة بأن الأغنية ولدت حوالي عام 1939، وأصبحت نمطا غنائيا مستقلا في الأربعينيات، وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين ثم وصلت بعد عام 1948 إلى الأردن ولبنان وسوريا. ويقول الحاج عبد المجيد العلي في كتابه عن قرية كويكات : كان موقع أبوعلي (أحمد عزيز) في أول الصف روّاسًا على تقسيمات الشبابة، ونقتطف من بستانه جفرا ويا هالرّبع بعض المقاطع:
جفرا ويـا هالرّبـــع بتصيح يـا أعمامي
ما باخـــذ بنيّكــم لو تطحـنوا عظامي
وان كان الجيزه غصب بالشـرع الإسلامـي
لرمي حالي في البـحر للسمـك في المــيه
تمنيت حـالي أكــون ضابـط بالوظــيفة
لأعمل عليـها حـرس مع وقـف الدورية
وقعّد لــها خــدام حتى تـظل نظيفة
يظلوا يخــدموا فيها في الصبح وعشـية
(قارئ الأبيات الأخيرة يلاحظ بأن الشاعر "أحمد عزيز" يغني على لسان الجفرا التي رفضته
زوجا، ثم على لسانه وهو يصف حبه لها(.
في عام النكبة هجّرت جفرا وأهلها في رحلة طويلة وشاقة كسائر أبناء وبنات القرية الى لبنان، حيث وصل معظم لاجئي القرية إلى بيروت وأقاموا في مخيم برج البراجنة، ومنهم من لجأوا إلى مخيمات أخرى كالراشدية وعين الحلوة.
عاشت الجفرا في مخيم برج البراجنة، وعملت في الخياطة والتطريز كأمها. وقد رزقت هناك بخمسة أبناء: كامل، عاهد، خليل، صائب، مايز، منهم من ترك لبنان ليعيش في كندا وأمريكا الشمالية. توفي زوجها محمد إبراهيم العبد الله قبل ما يقارب 3 سنوات. وتوفيت هي في 10-1-2007 ودفنت في مخيم برج البراجنة في بيروت حيث كتب على قبرها "أم كامل الجفرا"
أما عبد العزيز فقد لجاً الى مخيم عين الحلوة وتوفي في عام 1987 في منطقة الناعمة، بعد انتقال حرب المخيمات إلى عين الحلوة.
توفي "راعي جفرا"، لكن جفراهُ ما تزال تلهٍم الشّعراء والزجّالين إلى يومنا هذا، وتشهد منتديات الزجل الإنترنتية محاورات يوميّة بين محترفي وهواة الزجل في موضوع الجفرا.
ولقد تطوّرت هذه الأغنية كمثيلاتها من الأغاني الشعبية الفلسطينيّة وشهدت تحوّلا كبيرا في مواضيعها لأسباب عديدة، أهمّها على الإطلاق التوازي مع تطوّر القضيّة الفلسطينيّة وتوالي ثوراتها قبل النكبة وبعدها، ولم تعد الجفرا مجرّد امراة جميلة، بل صار تمثل الأرض، المقاومة، الأمل والعودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتحميل الملف