في يوم النكبة، الذي يصادف 15 أيار (مايو)، ننضم إلى الطقس السنوي الذي تقيمه المجموعات الطلابية في جامعة تل أبيب، في ساحة أنطين (البوابة رقم 7).
إن النكبة (أي: الكارثة) هي عملية نهب أملاك الشعب الفلسطيني وطرده عن أرضه وممتلكاته، والتي بدأت مع الطموح الصهيوني إلى تحويل القدر الأكبر من الأراضي للاستخدام الحصري لليهود. وتعد حرب 1948 تتويجا لهذه العملية: فإلى جانب فظائع الحرب والمجازر، والاغتصاب، والنهب، فإن النكبة تتمثل أيضا في تدمير ما يزيد عن 500 بلدة وتحويل أكثر من 750 ألف رجل وامرأة إلى لاجئين، أي أكثر من 85% من السكان الفلسطينيين للمنطقة التي أقيمت عليها دولة إسرائيل.
لم تنتهِ النكبة سنة 1948، وهي مستمرة حتى يومنا هذا من خلال منع عودة اللاجئين والمهجرين، وما تلاها من تجريد وقمع للشعب الفلسطيني بصور مختلفة، بما في ذلك السيطرة والعنف العسكري، ومصادرة الممتلكات، والاعتقالات الإدارية، وفرض القيود على التنقل، وغير ذلك.
تمثل النكبة أيضا الهجوم الممنهج والمتواصل على المؤسسات التعليمية والأكاديمية والثقافة الفلسطينية. إذ عملت دولة إسرائيل، منذ بداياتها، وبصورة علنية على "منع تبلور طبقة واسعة من المثقفين، قدر الإمكان"، كما دفعت المجتمع الفلسطيني إلى مهن تضمن بقاءهم الاقتصادي من دون أن تتيح للطلاب والطالبات الوصول إلى "مواقف قيادية جذرية". إن قلة تمثيل الفلسطينيين في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، وخصوصا في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ليس وليد صدفة، بل هو نتاج سياسات مدروسة. وهي ذات السياسات التي تقف خلف اعتقال قائدات وقادة الكتل الطلابية، واقتحامات الجيش الإسرائيلي لجامعات الضفة الغربية، والتنكيل بالطلبة الفلسطينيين في الجامعات في مناطق 48.
سننضم إلى الطلّاب، على أراضي قرية الشيخ مونّس التي قامت دولة إسرائيل بإفراغها من سكانها وتدميرها. سنقف إلى جانبهم في الدعوة إلى الاعتراف بالمظالم المستمرة للنكبة، وإلى تحقيق الإنصاف، والتحرير، والمساواة التامة.