في يوم الأربعاء الـ 14 من أبريل 2021، عشية احتفال الكثيرين من حولنا بقيام دولة إسرائيل على حطام حياة وقرى أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، اجتمعنا في مسرح السرايا في يافا لإحياء نشاط جماهيري لقول الحق وتحمل المسؤولية، معارضة الظلم والسعي للتصحيح.
افتتحت راحيل بيت آرييه، مديرة "ذاكرات" الأمسية بالحديث عن المكان الذي التقينا فيه - يافا، المدينة الكبيرة والمزدهرة التي تحول 90% من سكانها إلى لاجئين عام 1948، وبالتحديد عن بيت السرايا القديم، الذي أقام فيه حاكم المدينة خلال القرن الـ 19. منذ لحظة افتتاح بيت الحاكم الجديد في ساحة الساعة وحتى النكبة عام 1948 نشط في المبنى معمل لإنتاج الصابون كان ملكًا لعائلة دمياني. تمت مُصادرة المعمل بعد الحرب من قبل دولة إسرائيل وحاليًا ينشط داخله المسرح العربي-اليهودي ومسرح السرايا.
بعد ذلك تم افتتاح عرضٍ تم فيه قراءة فقرات من "وثيقة استقلال" دولة اسرائيل وشهادات مقاتلين ومقاتلاتٍ صهيونيين عن أحداث حرب 1948، وذلك على خلفية صور لمواقع فلسطينية قبل وبعد 1948. قامت بإخراج العرض الفنانة والأديبة والكاتبة المسرحية عالما غنيهر، وقام بتلحين الموسيقى يوناتان شبيرا وقامت بإلقاء النصوص ثلاثة شاباتٍ إسرائيليات، من بينهن رافضات الخدمة العسكرية من الموقعات على رسالة الطالبات المتخرجات 2021.
لقد سمعنا شهادة يرحميئيل كهنوبيتس، جندي في البالماح، عن تهجير سكان الجليل الشرقي خلال "حملة متاتي" (مايو 1948) وعن مجزرة مسجد دهمش في اللد (12 يوليو 1948)؛ شهادة بنيامين عشت، جندي في البلماح، عن تلك المجزرة وعن عمليات النهب في اللد؛ شهادة آمنون نويمان، جندي في البلماح، عن تهجير سكان النقب الغربي إلى غزة وإحراق بيوتهم، من بينها قرية المحرقة وكوفخة، وعن شهادة اغتصاب في قرية برير؛ شهادة حافا كلر، جندية في الهاجانا، عن احتلال عكا وتهجير سكانها (مايو 1948) وهدم قرية السميريّة بعد الحرب؛ شهادة يعكوف شفرير، جندي في الهاجانا، عن مجزرة دير ياسين (9 أبريل 1948)؛ شهادة تسفي ستكلوف، جندي في البلماح، عن تفجير المسجد في قرية الدوايمة (قضاء الخليل)؛ شهادة ميخائيل (ميكي) كوهن عن تهجير أبناء وبنات قرية هوج (قضاء غزة) وعن الطرق لمنعهم من العودة، غالبًا حرق الحقول وهدم القرى.
لقد انتهى العرض بتحولِ حاد عن أحداث 1948 للحديث عن النكبة المستمرة منذ ذلك الوقت حتى اليوم: كفر قاسم، سخنين، أم فحم، قلنسوة، الشيخ جراح، خلة الضبع، غزة، عين الحلوة، يافا، سلوان وغيرها.
بعد بعض كلمات الختام وخواطر من قبل راحيل بيت آرييه ويعارا بنجر ألوف، مركزة القسم التربوي في ذاكرات، قد أقيم حوارٌ مفتوحٌ بين المشتركات والمشتركين في القاعة. من بين الأمور التي تحدثنا عنها كان أهمية التعرف الحقيقي وعن تحمل المسؤولية عن الظلم في الماضي والحاضر، عن طرق العمل لتعزيز التغيير السياسي، عن ممارسات إنهاء الاستعمار، وعن أهمية المشي وراء القيادة السياسية الفلسطينية وعن الجوانب الأخلاقية والعملية للتخطيط إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين.
لقد حضر في القاعة 40 رجلًا وامرأة وفي المقابل قد تم إقامة بث مباشر على الفيسبوك
التسجيل الكامل للحدث متاحٌ للمشاهدة هنا
العرض التقديمي الذي تم بثه وفيه شهادات وصور للمواقع قبل وبعد 1948 مرفق في الأعلى.